على اثر النتائج التي أفرزها العدوان الأميركي على “قاعدة الشعيرات” الجوية السورية في حمص، ونظراً إلى أنها لم ترتد على واشنطن وحلفائها بأي نفع استراتيجي، فإن التقارير التي تحدثت عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخذ قرار الهجوم مدفوعاً بتغريدات “عاطفية” لابنته إيفانكا، لم تعد مستغربة، خاصة وأن دمشق عرفت كيف تستغل العدوان لمصلحتها، وقد عمدت موسكو إلى تزويد الجيش السوري بأنظمة دفاع صاروخية قادرة على صد أي هجوم في المستقبل من دون تدخل روسي مباشر.
وذكرت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، في تقرير، أن العدوان ضد سوريا “جاء من دون تخطيط استراتيجي مسبق، وفيما لم يتضح بعد ما إذا كان سيتبع تلك الضربة الصاروخية إجراءات أخرى في الميدان العسكري أو الدبلوماسي، فإنه من غير المنتظر أن يسهم العدوان الأميركي في الجهود الآيلة إلى إنهاء الحرب قريباً”.
وأشار معد التقرير الباحث والكاتب جيفري ستايسي إلى أن الضربة الاميركية التي جاءت رداً على الهجوم الكيميائي المزعوم في خان شيخون، “لم تغير في ميزان القوى على الأرض شيئاً، كما أن فشل إدارة ترامب في توضيح استراتيجية معينة بنت عليها تلك الضربة، أدى لإلغاء أي أثر مباشر لها، كما أوحى لدمشق ومعها موسكو أنه بالإمكان متابعة استهداف الجماعات المقاتلة بالأسلحة التقليدية”.
ووصف ستايسي العدوان الأميركي بـ”المقامرة”، إذ أن “عدم إحداث تغيير حقيقي على الأرض من شأنه أن يؤثر سلباً على الحملة الدولية ضد تنظيم “داعش”، بحسب ستايسي، فـ”روسيا الداعمة لدمشق أعلنت أن الضربة كانت صفعة كبيرة للعلاقات الروسية الأميركية، وعلى الاثر قامت بإلغاء تعاونها مع واشنطن لناحية تنسيق حركة الطيران فوق سوريا”.
وخلص التقرير بالقول إن ترامب “أراد من الهجوم صرف أنظار الإعلام والعامة عن الجدل بخصوص علاقته المحتملة بروسيا ليس أكثر، وهو أمر يدعمه إبلاغ موسكو بالضربة قبل تنفيذها، كما أن إعلان “البنتاغون” وقف الهجمات حتى إشعارٍ آخر أثبت أن واشنطن ليست في وارد تغيير سياساتها المتبعة الآن تجاه سوريا”.