تقرير سناء ابراهيم
بعد تأرجح المملكة السعودية بحبال الأزمات الاقتصادية التي تهدد ثباتها، يبدو أن طرح اكتتاب شركة “أرامكو” كبرى الشركات النفطية، بدأ يلوّح بجمع من الأزمات الجديدة التي تقف بوجه تنفيذ عملية البيع، خاصة أن الرياض تحاول جاهدة بيع أسهم الشركة إلى مستثمرين خارجيين، حيث كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” عن العقبات التي تعرقل اتمام اكتتاب أكبر شركة نفط في المملكة.
وبحثت الصحيفة، حت عنوان “هل يستطيع المصرفيون بيع أرامكو السعودية؟”، أبرز العراقيل التي تقف بوجه اتمام صفقة البيع المقررة من قبل الحكومة السعودية ضمن “رؤية 2030” الاقتصادية، حيث تنوي اكتتاب 5 في المئة من أسهم الشركة، مشيرة الى أن تخوّف المملكة دفعها إلى تأجيل عملية البيع من نهاية عام 2018 أو ربما إلى عام 2019.
ولخّصت الصحيفة المخاطر المهددة لعملية بيع الشركة بـ3 نقاط أساس، تتمثل بالحكم والمخاطر السياسية، إضافة إلى أسعار النفط. وأوضحت أن هذه العناصر “تلعب دوراً أساساً في تأجيل الاكتتاب، ووضع مصير “أرامكو” على المحك، بالتزامن مع التغييرات والقرارات الملكية التي اتخذها الملك سلمان بن عبد العزيز مؤخراً”، ورأى فيها مراقبون أنها تشكل تهديداً واضحاً لاستقرار المملكة في ظل الصراع على العرش، وانعكاساته على الأوضاع الداخلية.
وكشفت “فايننشال تايمز” عن وجود تخوّف لدى المستثمرين من الإقدام على تملّك نسبة 5 في المئة من “أرامكو” بسبب انعدام ثقتهم بمالكي الشركة، خاصة في ما يتعلق باحتساب بيانات الأسعار داخلها، فضلاً عن أن المستثمرين متخوفين من أن انطلاق فكرة الاكتتاب بدأت على يد ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي لم يحقق من مخططاته ورؤيته الاقتصادية أي تقدم. أضف الى ذلك، فإن لتقلّب أسعار النفط انعكاسات أيضاً على امكانية اكتتاب الشركة.
وخلصت الصحيفة الى القول إن المشاكل التي قد تعرقل عملية الاكتتاب “يمكن حلّها مع الوقت”، مشيرة الى أن “الكثير من المصرفيين نصحوا بأن تتم عملية بيع “أرامكو” إلى مستثمرين آمنين داخل المملكة، بدلاً من التوجه إلى أسواق الخارج، والمخاطرة بعملية الاكتتاب”.