من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الجديدة بقيادة الأسرى المضربين عن الطعام. في اليوم الـ12 على التوالي، يتوج الإضراب بصمود الأسرى وتضامن الفلسطينيين والأحرار في العالم، فيما يتصاعد قلق كيان الاحتلال يوماً بعد يوم.
تقرير هبة العبدالله
لا يعرف الإسرائيليون إلى أين يقودهم إضراب الأسرى. تحديات الحرية التي يخوضها الفلسطينيون وبكل إصرار، تحير الاحتلال من داخل سجونه إلى أوسع الساحات العامة.
نجح “إضراب الكرامة” بكسر أقفال السجون. حظي صوت الأسرى الثائرين بمؤازرة شعبية واسعة ووصل إلى الأراضي الفلسطينية كافة، والتي شهدت إضراباً شاملاً نصرة للأسرى. قاد الفلسطينيون مسيرات تضامنية عدة شهدت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وفي تل أبيب، يخشى المسؤولون الإسرائيليون انتقال الانتفاضة إلى الضفة الغربية. فمروان البرغوثي الذي يقود الإضراب، هو أحد أبرز قياديي حركة “فتح” وعضو لجنتها المركزية، وهو ما سيحرك بقوة فعاليات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة.
يقول رئيس “هيئة شؤون الأسرى” عيسى قراقع إن الإجراءات التعسفية الإضافية التي اتخذها الاحتلال بحق الأسرى منذ اليوم الأول لإضرابهم، لن تثينهم عن مواصلته، مما يعني أن إسرائيل ستقلق أكثر.
وبينما يدعو وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى عدم التفاوض مع الأسرى، فإن المسؤولين الإسرائيليين يخشون من الضغط أكثر خشية الانفجار، ويتخوفون من العواقب الوخيمة، ولهذا برزت أصوات معارضة لليبرمان.
ويتضامن مع البرغوثي أكثر من 1500 أسير فلسطيني لليوم الـ12 على التوالي، يشكل هؤلاء مع الفلسطينيين المتضامنين معهم خارج القضبان عامود الانتفاضة الفلسطينية الجديدة.
كما أن الإضراب غير الفردي يقلق تل أبيب، ويضعها كجهة واحدة في مواجهة جماعية مع الأسرى المضربين. فإرادة العيش بكرامة وحرية التي أدخلتهم إلى السجن ستخرجهم منه مرة أخرى، ويعلم السجان أن الجياع سينتصرون. ومن الصعب خروج إسرائيل من هذه المعركة الكبيرة من دون خسارة، كما علمتنا التجارب السابقة.
وفيما تنشغل كبرى الفصائل الفلسطينية بتصفية الحسابات السياسية الداخلية وبقضايا لا تمت للقضية الفلسطينية بصلة، فإن فلسطين وحّدت الأسرى المضربين عن الطعام في مقاومة واحدة لصالحها.
وبينما يشعر السياسيون الإسرائيليون بالقلق، فإن حدود انتفاضة الأسرى تظل مفتوحة حتى الانتصار الكبير في معركة فلسطينية واحدة، ولأن حراك الغاضبين يولّد دائماً ثورة كبرى، فإن الانتصار الأول يولّد من بعده انتصارات أكبر.