انفجرت كرة النار في معسكر تحالف العدوان على اليمن، إقالة عبدربه منصور هادي لِرجُلَي الإمارات القويين كانت أولى مظاهر الانفجار، أما خروج التظاهرات الرافضة لقرارات وكيل الرياض في عدن، فليست إلا تمهيداً للإشتباك.
تقرير رامي الخليل
لم يتأخر انفجار معادلة “الصمت الاستراتيجي” التي نظمت العلاقة بين معسكري تحالف العدوان على اليمن، خاصة بعدما اتخذ عبدربه منصور هادي جملة قرارات أقال بموجبها اللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن، ووزير الدولة هاني بن بريك وأحاله إلى التحقيق، علماً أن كلاهما يتبع للإمارات.
تأتي هذه القرارات تظهيراً للخلافات الداخلية المحتدمة في عدن، بين الموالين للسعودية وعلى رأسهم هادي من جهة وبين الموالين للإمارات من جهة ثانية، وفي دلالة على مستوى التوتر، انتقد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش قرارات هادي، وكتب على موقع “تويتر” قائلاً، إن “المشكلة الحقيقية هي في تغليب المصلحة الشخصية والأسرية والحزبية على مصلحة الوطن”، في إشارة إلى هادي.
كلام قرقاش الذي لا يخلو من لهجة التهديد، تزامن مع حالة غضب شديدة سادت الأوساط الشعبية والسياسيين وفصائل الحراك الجنوبي، وقد تظاهر المئات في في المعلا في عدن، تعبيراً عن رفضهم لقرارات هادي.
واعتبر السياسي الجنوبي احمد عمر بن فريد، في تغريدة عبر “تويتر”، أن “إعفاء بن بريك والزبيدي وقبلهما بحاح هو استهداف واضح للشراكة الإماراتية في الجنوب”، فيما كتب الناشط ناصر العمروط قائلاً، إن 27 أبريل/نيسان (عام 1994) ذكرى إعلان الحرب على الجنوب. اليوم إعلان الحرب على الجنوب للمرة الثانية”.
وتوقع مراقبون أن يثير قرار إعفاء الزبيدي وبن بريك أزمات في عدن، خاصة وأن الرجلين يمسكان بزمام الأمور الأمنية والعسكرية في عدن، في ما يعرف بقوات “الحزام الأمني”، فيما وضع آخرون قرارات هادي في خانة الصراع بين أبوظبي والرياض، مشيرين إلى أن هادي فتح بابا من أبواب الجحيم على نفسه.
عادت مشاهد التوتر في محيط مطار عدن في أعقاب القرارات الاخيرة، واول مظاهرها احتجاز قوات إماراتية ومعها قوات الحزام الأمني لقائد اللواء الرابع حماية رئاسية مهران القباطي في المطار، كما انسحبت قوات الحماية الرئاسية من محيط المطار خشية تعرضها لقصف جوي كما حدث قبل شهرين، فيما أغلقت قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات عدداً من الشوارع الرئيسية في عدن، وسط توتر أمني وعسكري، يشير إلى أن الوضع الأمني.. اقترب من الانفجار.