في وقت يحقق الجيش السوري والحلفاء انتصارات على مختلف أراضي سوريا، لم تتقبل القوى الإقليمية الداعمة للجماعات المسلحة حجم الانتصارات، حيث نشبت حرب وجودية بين الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية لدمشق.
تقرير سناء إبراهيم
إلى مزيد من التصعيد تتجه المعارك في الغوطة الشرقيّة بين "جيش الإسلام" من جهة، وكل من "فيلق الرّحمن" و"جبهة النصرة/ فتح الشّام" من جهة ثانية، فالاقتتال الدائر حالياً ليس سوى مرحلة جديدة من صراع الوجود بين القوى الإقليمية على أراضي سوريا، عبر الجماعات المسلحة، وهذا الأمر أكده الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير.
تعيش الغوطة الشرقية في سوريا، حالة من الكر والفر بين الجماعات المسلحة المتقاتلة، حيث تهدف العمليات العسكرية إلى صرف الأنظار عن الانتصار الذي يحققه الجيش السوري والحلفاء في مختلف المحافظات، محققا تقدما على الجماعات الإرهابية، ليرسم صفحة من النصر المحقق على الإرهاب.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفي كلمة، تساءل عن الأهداف وراء تسعير معركة الغوطة في هذا التوقيت.
مراقبون أشاروا إلى أن ما يجري الآن في الغوطة، هو اقتتال الأطراف الاقليمية الداعمة للجماعات المسلحة على أراضي سوريا، حيث أن "جيش الإسلام"، الذي يعدّ ممثلاً للوهابية فارتباطه العقائدي والتمويلي يجري بقيادة السعودية الداعمة الأساس له بحكم الوهابية، فيما يرتبط "فيلق الرحمن" بشكل غير معلنٍ رسميّاً بجماعة "الإخوان المسلمين" الذي يتلقى الدعم الأكبر من الجارة تركيا، أمّا "النصرة" التي تمثل فرع من تنظيم "القاعدة"، فحاضنتها الأم قطر، والراعي الرسمي لتمددها عبر المال والسلاح.
على أراضي الغوطة الشرقية تظهر الإصطفافات السياسية الإقليمية القائمة على الإيديولوجيا، حيث تلعب تركيا والسعودية وقطر، الدور الأوضح في هذه المعركة، بعد الهزائم التي تلاحق الجماعات المدعومة من هذه الدول في مناطق أخرى من سوريا.