خلال مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي داوود الشريان، صحح محمد بن سلمان للأخير وصف الإعلام المصري الذي أساء للمملكة، مستبدلاً إياه بالإعلام الإخونجي، وهو ما يندرج في إطار محاولة الرياض التقرب من القاهرة وتذليل العقبات في العلاقة معها.
تقرير هبة العبدالله
ما زالت ردود الفعل على مقابلة ولي ولي العهد محمد بن سلمان مع فضائية "أم بي سي" تتواصل في الشارعين السعودي والمصري.
المقابلة حظيت باهتمام غير مسبوق في الأوساط المصرية لا سيما لجهة تصريحات ابن سلمان عن الإعلام المصري وقوله إن من يحاول الإسلاءة للعلاقة بين البلدين هو الإعلام الإخونجي، بحسب تعبيره.
يقول ابن سلمان في تصريحه المثير للجدل إن الإعلام الذي ينتقد السعودية هو نفسه الذي ينتقد السيسي، متهما إياه ببث دعاية تشوه العلاقة بين البلدين.
اتهام صريح من ولي ولي العهد لإعلام جماعة الإخوان المسلمين بالترويج لتوتر العلاقات بين السعودية ومصر، يشكل ربما امتداداً طبيعياً لسياسة المملكة تجاه مصر بعد اللقاء الذي جمع الملك سلمان بالرئيس المصري في الرياض أخيراً، بعد لقاء سابق على هامش القمة العربية في الأردن نهاية الشهر الماضي.
كما يأتي كلام ابن سلمان بعد زيارة الأخير لواشنطن. وقتها نقلت صحف أميركية وأعضاء في الكونغرس أن الرئيس الأميركي أوصى ضيفه السعودي بضرورة تحسين العلاقة بين القاهرة والرياض.
كما يخلق اتهام الإخوان بإفساد العلاقة السعودية المصرية خصما مشتركاً بين القاهرة والرياض. خاصة وأن الأخيرة تكثف مساعيها بهدف التقارب من مصر ولا تخفي رغبها في ضمها إلى التحالف العسكري الإسلامي لمواجهة إيران.
ويأتي كلام ابن سلمان كمحاولة لتلميع العلاقات السعودية المصرية وسط الالتباس الذي يشوبها منذ قرابة العام. تصريحات ولي ولي العهد الذي يقدم نفسه كالرجل الأقوى في المملكة والذي يرسم سياستها الخارجية تؤشر إلى سعي الرياض بتقارب من القاهرة بعد الانفراجة الأخيرة والثنائية التي شهدتها العاصمتان.