في وقت أعلنت واشنطن عن زيارة زعيم البيت الابيض الى السعودية والكيان "الإسرائيلي"، تولى الإعلام السلطوي في المملكة منارة الترويج للزيارة، محملة إياها الكثير من الآمال.
لم يكد يعلن البيت الأبيض عن إجراء الرئيس الاميركي دونالد ترامب جولة نهاية مايو الحالي، حتى أطلقت المملكة أبواقها الاعلامية تهليلاً وتطبيلاً وترويجاً، كأنما ترامب الملاك المخلص للمملكة السعودية، من مزاعم الأخطار في المنطقة، التي يرسم سيناريوهاتها أمرائها وليس آخرهم ولي ولي العهد محمد بن سلمان.
ضمن جولة ثلاثية البلدان، يحج الرئيس الأميركي إلى السعودية وبعدها الكيان "الإسرائيلي"، ومن ثم إلى الفاتيكان، محطات ثلاث تحمل في طياتها عناوين رئيسية للسياسة الترامبية في المنطقة، خاصة أنها استبقت بتصريحات استفزازية من قبل ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدول الجوار، محاولاً استجلاب الحليف الاميركي للوقوف في صفه لمواجهة ما أسماه الأخطار "الإيرانية" في المنطقة، وفق مزاعمه.
الإعلام السعودي تولى سياسية الترحيب غير المسبوق بزعيم دولة، زاعمة أن محمد بن سلمان استطاع أن يعيد العلاقات بين واشنطن والرياض بشكل متين، وهذه العودة والمتانة ستتبلور عبر الزيارة الرئاسية لترامب، خاصة أنها أولى الجولات للرئيس الاميركي وستكون من المملكة.
بالتزامن، رأى محللون أن جولة ترامب تحمل في ملفاتها عناوين أساسية تبدأ من التصدي لما يسمى بالأخطار الإيرانية، ولا ينتهي عند حددود تمتين التطبيع بين الرياض وتل أبيب برعاية واشنطن، مشيرين إلى أن الرئيس الأميركي سيحمل ملفات المنطقة ونتائج مباحثاتها من السعودية إلى الكيان الإسرائيلي.
وكان ترامب أكد أنه سيزور السعودية و"إسرائيل" هذا الشهر في إطار أول جولة خارجية له، مشيرا إلى أنه "يسعى لبناء علاقات تعاون ودعم بين المسلمين والمسيحيين واليهود في العالم من أجل مكافحة الإرهاب"، على حد تعبيره.
يبدو، أن جولة ترامب، تحمل جملة من عمليات الكر والفر السياسي السعودي الأميركي، حيث ستوضع ملفات المنطقة على طاولة الحليفين، مما يضع المنطقة في حال ترقّب لنتائج الزيارة التي تهدد بأزمات جديدة توتر استقرار المنطقة.