“إنّنا نرى تفهمًا أكثر وضوحًا من البيت الأبيض وإدارة ترامب للتهديدات التي نواجهها هنا في المنطقة، وخصوصًا تلك القادمة من إيران”. هذا كلام لوزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في مقابلة صحافية، أبدى فيه ارتياح آل خليفة للإدارة الأميركية الجديدة بعد وقت طويل شعر به النظام الخليفي أن الدعم الغربي له تضاءل.
وحللت مجلة “أتلانتك كاونسل” الأميركية هذا الارتياح بالقول انه ومنذ بداية الاضطرابات في البحرين عام 2011، كان المسؤولون في واشنطن ولندن “يتخذون بشكل رئيس موقفين متناقضين تجاه حكّام المنامة”.
وبحسب “أتلانتك كاونسل”، فإن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما “حققت نوعًا من التوازن، خاصة مع إيقافها صفقة بيع أسلحة بقيمة مليارات الدولارات إلى البحرين، مرجعة ذلك إلى مخاوف حول حقوق الإنسان”.
ومن أجل ارتياح القيادة البحرينية والخليجية، أبدت إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب استعداداً لإسقاط مثل هذه المخاوف. وفي أواخر مارس/آذار 2017، أعلن وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون أن واشنطن ستشرع في بيع 19 طائرة مقاتلة إلى البحرين.
ولطالما اعتمدت البحرين على حلفائها في الاستقرار والأمن من التهديدات الداخلية والخارجية، لكن تصوّرات المنامة السلبية تجاه عروض إدارة أوباما الدبلوماسية لطهران أثارت تصدعات في العلاقات البحرينية الأميركية.
وفي غضون 100 يوم من تسلّمه الإدارة، تمكّن ترامب من تسكين مثل هذه المخاوف، وأصبح معظم المسؤولين في مجلس التعاون الخليجي واثقون تمامًا من أنه مع وجود ترامب في المكتب البيضاوي، فإنّ ذوبان الجليد في العلاقات الأميركية الإيرانية من غير المرجّح أن يستمر. ولهذا السّبب في المقام الأول، أبدت قيادة البحرين تفضيلًا قوياً لترامب على أوباما الذي جاء انفتاحه الدبلوماسي على إيران، بحسب اعتقادهم، على حساب المصالح الأمنية الجماعية لدول مجلس التعاون الخليجي.