تترقب المنطقة زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي يبدأها من السعودية في 20 مايو/أيار 2017، فيما يلوح في الأفق تحالف عسكري وسياسي جديد، إذ رأى مراقبون أن الشرق الأوسط ما قبل زيارة ترامب لن يكون كما بعدها.
تقرير رامي الخليل
تحمل الزيارة التاريخية التي سيبدأها دونالد ترامب في المنطقة، في الشكل، العديد من المؤشرات الاستراتيجية التي سترسم مستقبل الشرق الاوسط، خاصة وأن الرئيس الأميركي يحمل في جعبته سياسات خارجية يهدف من خلالها إلى قلب موازين القوى. وفي هذا، يجهد محللو الرياض لإشاعة أجواء إيجابية، فيما تشير الاهداف المعلنة إلى أن الشرق الأوسط مقبل على تسخين سياسي وعسكري.
ونقل موقع “فوكس نيوز”، في تقرير، عن الباحث السعودي علي الشهابي قوله إن “اختيار ترامب السعودية ليبدأ منها جولته يأتي في سياق الاعتراف بدور المملكة الأساسي في لعبة كبيرة خطيرة تهدف لمواجهة النفوذ الإيراني المتمادي، وهو أمر تقاطع مع التساؤلات حول إمكانية اطلاق تحالف إسرائيلي أميركي عربي تحت مسمى محارب الإرهاب”.
استدعى هكذا إعلان تمهيداً تمثل بالدعوة إلى عقد قمة تجمع زعماء العالم الاسلامي والعربي بالزائر الأميركي، وقد سارعت باكستان في الإعلان عن تلبية دعوة الملك سلمان لحضور القمة، وهو أمر يفتح الباب على تساؤلات حول حقيقة الموقف الباكستاني، وما إذا كان دخل عليه أي تغيير، خاصة وأن إسلام اباد حرصت في وقت سابق على عدم الانسياق وراء السياسات السعودية بشكل كامل لأسباب تتعلّق بأمنها القومي وعلاقاتها مع طهران.
يكشف موقع “جيو تربيون” الأميركي خطورة دلالات هذه التطورات في المرحلة المقبلة، وينقل الموقع عن مصادر مطلعة قولها إن واشنطن والرياض ستعقدان خلال زيارة ترامب صفقات أسلحة جديدة بمليارات الدولارات، بينها نشر نظام الدفاع الصاروخي “ثاد”.
ورأى مراقبون أن نشر منظومة “ثاد” المخصصة لاعتراض الصواريخ البالستية القصيرة والمتوسطة المدى، إنما تصب في خانة تسخين المواجهة ضد إيران، خاصة وأن الجماعات المسلحة كتنظيمي “القاعدة” و”داعش” لا تمتلك مثل تلك الصواريخ.
ترامب الذي سينتقل إلى الاراضي المحتلة في 22 من شهر مايو/أيار 2017، يعتزم استكمال ما سيبدأه في الرياض، وهو ما أكده في رسالة وجّهها إلى صحيفة “إسرائيل اليوم”، حيث أوضح أنه سيناقش عدداً من القضايا الإقليمية بما فيها “الحاجة للعمل ضد التهديدات التي تمثلها إيران”، فضلاً عن البحث في سبل تعزيز ما سماه بـ”السلام الحقيقي والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.