أثبتت الدراسات والتقارير الامريكية بعد تجربة تدريبهم العسكري للسعوديين منذ عام 1953 عدم وجود عقيدة قتالية سعودية بل إن الاعتماد الأكبر يرتكز على بعثات التدريب العسكرية الأميركية وعلى الأسلحة الاجنبية.
تقرير مروة نصار
في ظل سعي السعودية إلى تحقيق أهدافها بالانخراط في حروب مباشرة، بعد أن كانت تخوض حروباً بالوكالة، وجب تسليط الضوء على عقيدة القوات المسلحة السعودية وواقعها، وفق ما ينشره الأميركيون في دراساتهم وتقاريرهم بعد تجربة تدريبهم العسكري للسعوديين منذ عام 1953.
لا تزال الخلاصة التي صاغها الباحث أنطوني كوردسمان في تقريره قبل 15 عاماً في عهد وزير الدفاع السعودي آنذاك، سلطان بن عبد العزيز، تصلح اليوم في عهد ولي ولي العهد وزير الدفاع الحالي محمد بن سلمان، التي تتمثل بعقدة السعي إلى التفوق على الجيران الناتجة عن المشكلة في طريقة التفكير التي ترفض الاعتراف بواقع حقائق الأمور من حولها.
يقول كوردسمان، في تقريره، إن الرياض “بالغت كثيراً في إيلاء الاهتمام بعامل التباهي بما تشتريه من أسلحة متطورة ومتفوقة على جيرانها، لكن عليها أن تنتبه إلى أن إهمال برامج الإعداد التشغيلي للعنصر البشري والركون إلى المزيد من صفقات السلاح من شأنه أن يعزز حالة الفساد والمحسوبية، ويأتي بآثار سلبية على مستقبل السعودية”.
تقرير عسكري أميركي سري آخر معدّ عام 2008، صادر عن “وحدة النشاط الاستخباري التابعة لقوات مشاة البحرية الأميركية”، يقول إن السعودية “تواجه صعوبة في عملية التجنيد والحفاظ على ما يكفي من القوى العاملة المؤهّلة للخدمة، وتُظهر القوة الجوية السعودية كذلك ضعفاً على مستوى التخطيط الاستراتيجي العملياتي في الجو، أما في ما يخص القوات البحرية فهي غير مستعدة للتعامل مع اقتناء سفن وتكنولوجيا جديدة، ولا تزال تعتمد على المقاول الأجنبي لضمان صيانة الأسطول والخدمات اللوجستية”.
تكمن الخلاصة هنا في أن السعودية كانت ولا تزال تعتمد على بعثات التدريب العسكري الأميركية وعلى الأسلحة الاجنبية، وهذا ما يبرز بوضوح ضعف العقيدة القتالية السعودية، خاصة بعد عقد صفقة سلاح أميركية سعودية بقيمة 350 مليار دولار خلال زيارة ترامب للرياض، في ظل عدم إيفائه بوعوده تجاه السعودية في التدخل العسكري في اليمن ومواجهة إيران.