إرتياحٌ إسرائيلي من صفقات الأسلحة التي أبرمتها الولايات المتحدة مع السعودية، على الرغم من ضخامتها، إذ لم تشكل قلقًا لحكومة الإحتلال، بسبب توافق الأهداف العسكرية بين الأخيرة والرياض.
تقرير عباس الزين
لم تزعج صفقات أسلحةٍ بعشرات مليارات الدولارات بين واشنطن وعاصمة عربية، حكومة الإحتلال الإسرائيلي. في دلالات ردة الفعل تلك، يوجد العديد من الإشارات التي تؤكد، على عُمق التنسيق العسكري والسياسي، بين السعودية وكيان الإحتلال.
لا علاقة لعدم تعليق الإحتلال على تلك الصفقات بتغيّر الإستراتيجية السعودية في المنطقة. هي كانت وما زالت متآمرة ضد قوى المقاومة، بل للأمر علاقة بنضج التحالف بينهما، الذي من المتوقع أن يظهر إلى العلن قريباً، ما دفع الإحتلال إلى التساهل مع الصفقات.
ويأتي صمت الإحتلال خلافاً لتوجه سابقٍ، أثارت فيها إسرائيل ضجيجاً عالمياً، كي تمنع الولايات المتحدة من بيع السلاح المتطور إلى السعودية، وفقًا لما ذكرته صحيفة “معارف” الإسرائيلية. فمعلق الشؤون الأمنية في الصحيفة العبرية، يوسي ميلمان، الذي استغرب صمت حكومة الإحتلال على صفقة السلاح الأكبر في العالم بين الولايات المتحدة والسعودية، رأى أنّ “الصمت ينبع من اعتبارين أساسيين”.
وتابع ميلمان قائلاً: “الاعتبار الأول، هو أنّ للسعودية اليوم مصالح مشتركة مع الكيان في الصراع ضد ايران. إنه ووفقاً لمعلومات أجنبية، يوجد بين الطرفين تنسيق سياسي وتعاون استخباراتي أمني، غايته منع إيران من الوصول إلى هيمنة اقليمية وتطوير خطة صواريخ ومشروع نووي تهدد “الدولتين”.
وفقًا لميلمان، فإن الإعتبار الثاني يتمثل بأن رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو “لا يريد إثارة غضب غير متوقع، فمن يدري كيف سيرد ترامب على الانتقاد ضده، ناهيك عن أنهم حتى لو غضبوا في “إسرائيل، وانتقدوا وانزعجوا فإن احتمال منع الصفقة يقترب من الصفر”.
وبحسب ميلمان، فإنّ “حجم الصفقة لا مثيل له سابقاً، فهي ستبلغ على مدى السنوات العشر التالية أكثر من 350 مليار دولار، أي 10 أضعاف ما تتلقاه حكومة الاحتلال من مساعدات أميركية في الفترة نفسها”، مشيراً في الوقت عينه، إلى أن الصفقة في جوهرها تتضمن من منظومات سلاح فهي لن تؤثر على التفوق النوعي للكيان على كل دول المنطقة.