بعدما فشلت قوات الإجتياح في مهمة كسر صمود أهالي العوامية، وفيما لم يسعفها عدوانها في هدم “حي المسوّرة” الأثري، تلجأ اليوم إلى تكتيك بث الفرقة بين الأهالي لكسر وحدتهم.
تقرير رامي الخليل
بعدما اصطدمت إجراءات قوات الاجتياح السعودي بصمود أهالي العوامية العزَّل، وفيما بدأ يرتد العدوان العسكري سلباً على الرياض، بدأت السلطة تنفيذ تكتيك “فرق تسد” لشق صفوف المواطنين، إن عبر الأمن وما يقوم به مندسون من استهداف الأهلي في منازلهم، أو عبر نشر سموم تأليب الأهالي ضد بعضهم البعض، وذلك من خلال بيانات مجهولة تم توقيعها باسم الأهالي.
أهالي العوامية الذين كانوا قد رصدوا في الأيام الماضية إطلاق نار من مبنى عائلة المحسن على الطريق العام حيث كان يتمترس أحد قناصي النظام، أفشلوا مهمة القناص المتمثلة بإيقاع الشقاق في ما بينهم، خاصة وأن نظام آل سعود حاول إيهامهم بأن الرصاص الذي يستهدفهم إنما هو صادر عن أبناء البلدة أنفسهم.
وكررت قوات الاجتياح محاولتها، وعمدت إلى زرع قناصة على سطح بناية الثويمر إلى الغرب من “حي المسوَّرة”، حيث يتم استهداف كل من يتحرك ضمن مدى الرصاص. ولأن الأهالي أظهروا مستوى عالٍ من الوعي، صعدت السلطات ممارساتها عبر الدفع بعدد من المسلحين الملثمين مجهولي الهوية إلى داخل البلدة، وقد فتحوا نيران أسلحتهم بشكل عشوائي في “حي الجميمة” و”حي العوينة”، فضلاً عن استباحتهم لبعض الشوارع، في مسعى إلى تحميل أبناء البلدة المحاصرة مسؤولية مثل هكذا اعتداءات.
وإلى جانب العبث بالأمن، لجأت السلطات إلى نشر بيانات مجهولة المصدر وقعتها باسم أهالي العوامية حاولت من خلالها إيقاع الفتنة بين الأهالي أنفسهم، وهي حرصت بكتاباتها التحريضية على تأليب الأهالي على المعارضة ضد نظام آل سعود في المنطقة.
لم تخلُ بيانات السلطة التحريضية من لغة التهديد، ولإن حاولت عبرها خدمة أكثر من هدف، إن بمحاولة شرعنة عدوانها في العوامية أو عبر السعي إلى تبييض صفحة جرائمها ضد المدنيين العزل، يتابع الأهالي الذين خبروا مثل هكذا ممارسات سلطوية، إفشال تكتيكات النظام الجديدة، وذلك عبر مزيد من الوعي والصمود.