فيما يجهد نظام آل سعود لتغطية جرائمه ضد أهالي العوامية بزعم تطوير “حي المسوّرة” التاريخي، أثبتت الممارسات الميدانية لقوات الاجتياح أن الرياض تستهدف أهالي المنطقة الشرقية بشكل كامل.
رامي الخليل
فشل نظام آل سعود في عدوانه على المواطنين في بلدة العوامية، ولإن حاول تظهير ممارساته بمظهر الساعي للنهوض العمراني والاجتماعي بمحافظة القطيف، إلا أن جرائم القتل والدمار التي لم يسلم منها أهالي المنطقة الشرقية ككل أثبتت أن النظام يستخدم عملية إعادة بناء “حي المسوّرة” كشمَّاعة يعلق عليها نواياه الخبيثة اتجاه المواطنين.
لم يسلم أهالي المنطقة الشرقية من اعتداءات قوات النظام السعودي التي تحاصر بلدة العوامية بزعم هدم “حي المسوّرة”، خاصة وأن معظم الشهداء الذين ارتقوا لم يكونوا من أهالي البلدة وتم قتلهم خارج الحي المستهدف.
قتلت قوات الاجتياح الشهيد وهب المعيوف وهو من أهالي العوامية عندما كان في مزرعته في مزارع المنصوري الواقعة بين القديح و”حي المسوّرة”، أي في مكان يفترض أن يكون خارج المنطقة المستهدفة في الهدم. قتل الشهيد حيدر برصاص قوات الاجتياح أثناء مروره بسيارته في إحدى شوارع العوامية، وهو وافد باكستاني ليس له علاقة بأي من الأحداث التي تشهدها البلدة.
كذلك، قتل الشهيد علي محمد كاظم عقاقة، من أهالي أم الحمام، أثناء قيادته سيارته في الشارع العام شمال العوامية، وهو في طريقه إلى البلدة لزيارة خطيبته. أما الشهيد الطفل جواد داغر، البالغ من العمر سنتين ونصف وهو من أبناء الأحساء، فاستشهد برصاصة رشاش ثقيل أصابت رأسه وهو في حضن أمه أثناء توجه سيارة العائلة إلى العوامية للمشاركة في إحياء ليلة النصف من شعبان.
تابعت الرياض ممارسة إرهاب الدولة بحق المواطنين، ففرضت حصاراً خانقاً على أهالي العوامية، مانعة إياهم من ممارسة حياتهم بالشكل الطبيعي، كما منعت عمال النظافة من جمع النفايات المتكدسة، مما هدد بارتفاع امكانية انتشار الامراض والأوبئة، فيما أغلقت السلطة المرافق الصحية ومركز الدفاع المدني في البلدة بشكل كامل، ما يعد مخالفة لقوانين عمل أجهزة الدفاع والسلامة المدنية والمعاهدات الدولية المنظمة لأعمال أجهزة الأغاثة.