يشهد الميدان السوري تصاعداً في حدة المعارك بين المجموعات المسلحة فيما بينها، بالتزامن مع التوتر في العلاقات السعودية القطرية، وهو ما ينذر بتصدّعٍ سيطال الجسم العسكري المعارض في سوريا مستقبلًا، إذا ما استمرت الخلافات الخليجية.
تقرير عباس الزين
تشهر قطر تحالفاً تاريخياً مع تركيا وتشرف على تمويل فصائل بعينها كـ”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الرحمن” و”فيلق الشام”، كما ترتبط بعلاقات وتفاهمات مع “هيئة تحرير الشام”، التي تعدّ “جبهة فتح الشام”، “جبهة النصرة” سابقاً، الفصيل الأبرز فيها، بينما تشرف السعودية على تمويل “جيش الإسلام” و”داعش”، وتدخل الإمارات في توليفة غرفة “تنسيق الدعم العسكري” (الموك)، وتقدم دعماً لفصائل محددة في “الجيش الحر”.
خلاف “فيلق الرحمن” و”هيئة تحرير الشام” من جهة، و”جيش الإسلام” من جهة أخرى، في الغوطة الشرقية، الذي كانت آخر فصوله تقسيم الغوطة إلى مناطق نفوذ، أو إمارات عسكرية بالمعنى الأدق، عزاه البعض إلى تنامي الخلاف السعودي القطري، الذي ظهرت معالمه ما قبل زيارة ترامب إلى المملكة.
أدى ظهور الخلاف إلى العلن بعد الزيارة إلى توسع رقعة المعارك، لتشمل مناطق كانت شهدت هدوءاً نسبياً في وقتٍ مضى، لتعود إلى التصعيد العسكري على ضوء الخلافات الخليجية.
وشهدت منطقة عرسال في لبنان، وصولاً إلى القلمون الغربي في سوريا، اشتباكاتٍ بين تنظيمي “هيئة تحرير الشام” و”داعش” في جرود عرسال. وانتقلت الاشتباكات إلى جرد فليطة في القلمون الغربي، واعتبر مراقبون أن هذا الاشتباكات تأتي في سياق انعكاس الخلافات الخليجية على الميدان، لا سيما أن المعارك تأتي بعد شنِّ “داعش” هجوماً مفاجىءً على مسلحي “جبهة النصرة” و”سرايا أهل الشام”، في وادي حميد وخربة يونين في جرود عرسال.
تطوراتٌ أخرى كان قد شهدها ريف إدلب، تأتي من ضمن الانقسام الخليجي الأخير، بين “أحرار الشام” من جهة و”داعش” من جهةٍ أخرى. فقد تعرض مقرُّ “أحرار الشام” في سراقب في ريف إدلب الشرقي لتفجيرين أسفرا عن مقتل 45 مسلحاً. واتهمت حركة “أحرار الشام”، في بيانٍ نشرته عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر”، “داعش” بتنفيذ الهجوم، موضحة أن “أحد عناصر التنظيم نفذ تفجيراً مزدوجاً في صفوف مقاتليها”.