القارئ لظروف نشأة الوهابية والكيان الإسرائيلي، يدرك أن هذين الكيانين يعملان معاً لتمزيق أوصال الأمة الإسلامية بشكل عام والدول العربية على وجه الخصوص.
تقرير محمد دياب
جميع الوثائق التاريخية تشير إلى دور بريطانيا في إنشاء هذين الكيانين "الوهابية والكيان الإسرائيلي" في جسد الامة الإسلامية. وقد حصل ذلك في بداية القرن الماضي عندما أرادت بريطانيا أن تواجه الدولة العثمانية وذلك من خلال تشكيل "الكيان الوهابي" الذي يحمل في ظاهره إسم الإسلام لكنه يعمل في الحقيقة على ضرب الإسلام في الصميم.
كما قامت بريطانيا بإيجاد الأرضية من خلال وعد "بلفور" المشؤوم لتشكيل الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين إلى أن تحقق لها ذلك في أربعينات القرن الماضي.
ولأن المنشأ واحد نرى أنه من مجزرة دير ياسين في فلسطين إلى اجتياح العوامية في السعودية الجلاد واحد يحمل نفس الفكر العنصري الاجرامي الحاقد.
وقعت مجزرة دير ياسين يوم 9 أبريل/ نيسان 1948 على أيدي العصابات الصهيونية.
بدأ الهجوم فجرا باقتحام القرية من جهتي الشرق والجنوب ليفاجئوا سكانها النائمين، لكنهم ووجهوا بمقاومة من أبناء القرية، مما دعاهم للاستعانة بعناصر أكبر أمطرت القرية بقذائف الهاون، وهو ما مهد الطريق لاقتحام القرية .. وتنفيذ المجزرة التي ما زالت مستمرة على ارض فلسطين بظل تآمر عربي تجلت معالمه مؤخراً في قمة الرياض.
ولأن العرق دساس، سار نظام آل سعود على خطى الصهاينة في دير ياسين، من خلال اجتياح بلدة العوامية في القطيف .. حيث يواصل قطار الجنون السعودي سيره نحو الهاوية .. من خلال استهداف الآمنين في بيوتهم بالقذائف الرشاشة والصاروخية.. لتنفيذ مخططهم بتهجير وترهيب أهالي بلدة العوامية.
وكما قام الكيان الإسرائيلي الغاصب لأرض فلسطين بإرتكاب شتى أنواع الجرائم بحق سكّانها الفلسطينيين .. كذلك يفعل آل سعود بحق أبناء القطيف، لاسيّما العوامية وذلك وفق اجندة أميركية ترمي الى إلى إضعاف الأمة الإسلامية عبر الفكر الصهيوهابي.
والمتتبع للخط البياني للوهابية منذ ظهورها وإنتشارها في الجزيرة العربية، بدعم من المستعمر البريطاني ومن ثم الأمريكي، يرى بوضوح أنها صنوالصهيونية، وأنها زُرعت في منطقتنا كي تقوم بدورها الذي تضطلع به اليوم، حيث تزرع الدمار والفوضى والفتن وإستباحة القتل في أوطاننا، وتمزق مجتمعاتنا بإسم الدين والدين منها براء.