بالفن أيضا تمارس السلطات السعودية اللعبة التي تبرع فيها، فتحارب المنطقة الشرقية وتواجه الأهالي بسيل من الادعاءات والافتراءات، وهذا ما ظهر في الحلقة الثالثة من مسلسل "سيلفي" الكوميدي.
تقرير هبة العبدالله
"السوسة" الحلقة الثالثة من مسلسل "سيلفي" الكوميدي الساخر الذي تعرضه قناة "أم بي سي" السعودية، يشوبها لغط كبير ليس لناحية علاقتها بالكوميديا والطرافة فحسب، بل لتماهيها وإلى حد بعيد مع بيانات وزارة الداخلية السعودية عن القطيف، لتجسد الموقف الرسمي تجاه المنطقة الشرقية وأهلها.
تنساق الحلقة مع حملة التحريض الإعلامي التي تخوضها السلطات السعودية ضد بلدة العوامية، ويأتي هذا بالتزامن مع الحملة الأمنية الكثيفة التي تشنها على البلدة منذ قرابة الشهر.
تحيز تام يبديه كاتب الحلقة ليقدم نفسه مدافعا عن خط القتل والتدمير والحصار الذي تمارسه قوات الأمن، ويشوه الصورة مرتين. مرة باتهام الأهالي بالتآمر على رجال الأمن والاعتداء عليهم وبالتبعية للخارج وتنفيذ مخططات خارجية، ومرة بتصوير قوات الأمن على أنها حريصة على حماية الأهالي وهي التي تعتدي عليهم وعلى ممتلكاتهم بشكل متواصل وهذه أحداث موثقة.
يتجاهل البرنامج الساخر، الواقع الذي تعيشه المنطقة الشرقية. فلا يذكر عشرات الشبان الذين سقطوا برصاص قوات الأمن التابعة للداخلية خلال مشاركتهم في تظاهرات مطلبية سلمية، ويتجاهل أيضاً من اعتقل واستشهد تحت التعذيب ومن أعدم من دون محاكمة عادلة.
تستحضر حلقة "السوسة" حوادثاً لرجال أمن سقطوا في ظروف غامضة، بل في قضايا فساد أخلاقي كما تكشف مشاهد تمتلك "قناة نبأ" الفضائية نسخا منها، وتنسب هذه الحوادث لأبناء المنطقة وتقدمهم على أنهم يخططون لإثارة الفوضى والاعتداء على رجال الأمن وبإيعاز خارجي.
لكن الصورة المقدمة في "سيلفي" لا تنطلي على أهالي العوامية بالذات، وهم الذين يعيشون منذ عشرات الأيام حصارا مطبقا يحرمون فيه من كل مقومات الحياة، والذي يواجهون منذ عشرات السنين الدمار والخراب والأذى الذي تمارسه بحقهم السلطات السعودية، وهذه كوميديا لا تبدل الواقع ولا تغير فيه شيئا.