على وقعٍ الانتصارات التي يحققها محور المقاومة ضد الإرهاب، جاء الهجوم المسلح في طهران ليؤكد على ضيق خيارات السعودية، التي تعاني من عوارض فشل مشروعها.
تقرير عباس الزين
فتح ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الأبواب على مصراعيها أمام جميع الإحتمالات، متوعداً بأن المعركةَ ستكون في إيران. تصريحاته الإعلامية تلك، وإن دلّت على طيشنةٍ سياسية، فإن ابن سلمان اختار التصعيد ضد إيران، وهو يلملم خيباتَ مشروعه في المنطقة.
يتضح أن تلك الخيبات هي المحرّك الاساسي للجنون السعودي، مما سيدفع الرياض إلى اتخاذ قراراتها تحت تأثير المخدر الأميركي، من دون حسبانٍ لمخاطرها إقليميًا ودوليًا. أفضى الجنون السعودي، الذي يرافقه مباركةٌ أميركية مدفوعة الثمن، عن هجومٍ إرهابي مسلح طال المبنى الإداري لمجلس الشورى الإسلامي وسط العاصمة الإيرانية طهران، وضريح الإمام الخميني جنوبها.
ويأتي الهجوم الإرهابي، الذي تبناه تنظيم “داعش”، بعد أسبوعٍ من قيام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي أي إيه” بتعيين مايكل ديآندريا الملقب بـ”آية الله مايك”، مسؤولاً عن جميع عملياتها ضد إيران. وترجم التعيين الأول من نوعه الموقف المتشدد لإدارة الرئيس دونالد ترامب اتجاه إيران، بحسب ما ذكرته “نيويورك تايمز”.
وجاء تعيين دآندريا بالتزامن مع تصريحاتٍ سعودية خلال الأيام الاخيرة حملت في لهجتها تصعيدًا، يُنبئ بتحركٍ ما هدفه الانتقام من إيران، كما جاء على لسان وزير خارجية النظام السعودي عادل الجبير، الذي دعا إلى “معاقبة إيران”، معتبرًا أنها “الداعم الأول للإرهاب في العالم”.
يوضح كلام الجبير، والذي جاء من بوابة الأزمة الخليجية بين السعودية وقطر، أن الحرب الإعلامية والدبلوماسية التي فتحتها الرياض ضد الدوحة، تشكّل طهران هدفًا أساساً لها، بدأت السعودية تنفيذه تباعًا، من خلال قطع العلاقات مع قطر، وإصدار الأوامر لتنفيذ عمليات إرهابية في إيران.
وكانت مجلة “فورين بوليسي” قد ذكرت في مقالٍ للباحث سايمون هندرسون إن الهدف “الشكلي” لتحرك السعودية والإمارات هو قطر، التي “انحرفت منذ فترة بعيدة عن إجماع باقي دول الخليج بشأن إيران، مشيراً إلى أن قرار إيران السماح لقطر باستخدام 3 من موانئها للحصول على توريدات المواد الغذائية الضرورية يعتبر انزلاقًا نحو الحرب.