أمير الكويت صباح الأحمد الصباح مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في العاصمة الكويت، يوم 31 مايو/أيار 2017

حملة إعلامية سعودية ممنهجة ضد الكويت

شن ناشطون وإعلاميون سعوديون حملة تصريحات وتغريداتٍ واسعة ضد الكويت، بسبب حيادها في ما أسموه “معارك مصيرية”، على خلفية قيامها بالتوسط لحل الأزمة الخليجية.

تقرير عباس الزين

على الرغمِ من محاولاتِ أمير الكويت صباح الأحمد الصباح الحثيثة لحل الأزمة الخليجية، إلا ان الكويت دولةً وشعبًا كان لها حصةً من الهجوم الإعلامي والشعبي الذي بادرت السلطات السعودية الى تسعيره. مما يشي بأنّ نوايا السعودية ليست ببعدةٍ عن افتعال أزماتٍ مع باقي الدول الخليجية تباعًا، في حال لم ينصاعوا لأوامرها.

الكاتب السعودي، تركي الحمد، والذي يعد “المثقف السعودي الرسمي”، ويصفه متابعون بأنه لا ينطق إلا بأمر ولا يصمت إلا بأمر، وصف في تغريدات على “تويتر”، الكويت بـ”مستار السوء” لقطر، مقارناً بين الدور الذي كانت تمارسه الكويت قبل الغزو والدور الذي تمارسه قطر اليوم، في إشارة إلى تناغم المواقف بين البلدين.

بدروه، طالب خالد بن منصور بن جلوي آل سعود، وهو أحد أعضاء الأسرة الحاكمة في السعودية، الكويت بتحديد موقفها مع أو ضد الحملة السعودية الإماراتية على قطر.

وبدت الحملة الممنهجة ضد الكويت واضحةً أيضاً من خلالِ ما نشره مدير مكتب قناة “العربية” السابق، خالد المطرفي، الذي غرّد على حسابه على “تويتر” أثناء زيارة أمير الكويت إلى جدة باقتباس منسوب لمارتن لوثر كينغ، يقول فيه: “إن أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولئك الذين يقفون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة”، في إشارة واضحة وصريحة إلى موقف الكويت.

وعاد المطرفي ليحوّل الاقتباسة إلى تهديدٍ مباشر، عبر وضعه مقطع مسجّل للرئيس العراقي السابق صدام حسين، مع الترحم عليه. والذي يُعدّ التحدث عنه في الكويت إيجاباً من المحرمات، كونه قد قام باحتلالها وتدميرها في عام 1991.

الرسائل ذات الإشارات السياسية بدت ظاهرة في الخبر الذي وضعته صحيفة “إيلاف” الإلكترونية المحسوبة على الديوان السعودي، عن قائمة من 59 شخصاً تزعم السلطات السعودية والإماراتية بانتمائهم إلى “تنظيمات إرهابية”، ووضع صورة أمير الكويت على الخبر.

تعدّ سياسة الكويت أكثر انفتاحاً من السياسية السعودية، وتلعب دور الوسيط في الخلافات الخليجية الداخلية بدلاً عن عُمان منذ سنوات. وطالما تجددت الخلافات بين الكويت والرياض بسبب خروجها من العباءة السعودية في كثير من قضايا المنطقة، لتأخذ منحىً أكثر توازناً في علاقتها الخارجية، وخير على مثال على ذلك اليوم علاقاتها مع إيران وقطر.