دخل الطفل "سجاد أبو عبدالله" في حالة صحية صعبة بعد اصابته على أيدي قناصة قوات الاجتياح قبل أيام، فأجريت له عملية استئصال فيما انتشر الإلتهاب في رئتيها، إلا أن صموده يكسر هيبة العدوان، ويروي صمود أطفال المنطقة الشرقية متحدين الظلم والظلام.
تقرير: سناء إبراهيم
وسط معادلة الحرب والعدوان المستمر على أهالي العوامية، يتشظّى الأطفال في المنطقة الشرقية بنيران القوات السعودية، ويحرمون من طفولة لم يعيشوها، ينامون على أزيز الرصاص ويستفيقون على انفجارات القنابل. الأطفال في مرمى الاستهداف، بشكل مباشر وغير مباشر من قبل العدوان، ليدفع الأطفال الثمن على جميع المستويات: الحياة والصحة والتغذية والتعليم.
أنّات ولّدتها آلام رصاصات القناصة التي اخترقت جسد الطفل سجاد أبو عبدالله، ابن الأربع سنوات، يوم انسعرت قناصة القوات السعودية وأطلقت نيران أسلحتها الرشاشة على الأهالي من دون أن تفرّق بين كبير وصغير، وأردت أكثر من ثلاثين شخصاً من أطفال ونساء ورجال بين شهيد وجريح، الكثير منهم بحالات حرجة.
سجاد الذي قهرت ضحكاته نظام السلطة الحاكمة، يرقد في المستشفى في حالة صحية صعبة، اثر اختراق الرصاص لجسده الصغير لتصل إلى الطحال الذي تم استئصال جزء منه، اضافة إلى انتشار الالتهابات في رئتيه، ما جعله في حالة صحية حرجة. وأجبر الطفل سجاد أن يعيش آلام وأوجاع الإصابات على الرغم من صغر سنه، وعدم معرفته بما يجري من عدوان على بلدته المحاصرة، فكان ذنبه أن من أهالي المنطقة الشرقية، ليتلقى صفعات سياسة الانتقام الجماعي.
وعلى الرغم من آلامه الموجعة، أبت أنامله الطرية إلا أن تؤكد النصر، وترفع شارته، وحاولت شفتاه أن ترسم ابتسامة الأمل البارق في عينيه، غير أن الألم كان أقوى، على جسده النحيل.
سجاد أبو عبدالله، طفل يحكي معاناة أطفال عوام، الذين يعيشون حالة العدوان، يحرمون من أبسط حقوقهم في العيش الكريم، جراء اعتداء القوات الأمنية التي تتمركز على مداخل البلدة وتسيّر دورياتها بمؤازرة السلاح والقذائف.
على مدى أيام الحصار، نال الأطفال الشرقيون نصيباً من وحشية العدوان، فهم من تقدموا لاختباراتهم النهائية على وقع أزيز الرصاص، الذي اختراق جدران المدارس، وهم من استعدوا للامتحان في جنح الظلام، بفعل قصف خفافيش الليل لمحطات الكهرباء، وهم من يرون بيوتهم تنهدم أعمدتها أمام أعينهم البريئة..فـ لأطفال عوام ألف سلام…