لا يمكن أن يمر بهدوء موقف تركيا المساند لقطر في مواجهة دول المقاطعة الخليجية. فمنذ أعلنت تركيا موقفها من الأزمة القطرية الخليجية تتالت الرسائل السعودية السياسية والإعلامية والأمنية التي بعثت بها الرياض إلى أنقرة.
بداية، أعلنت السعودية رفضها أي وجود عسكري تركي على أراضيها، مؤكدة أنها لا تحتاج مساندة عسكرية من أنقرة، فيما لوحت غير مرة باستخدام ورقة الأكراد للضغط على تركيا لو أرادت التحرك في الاتجاه الخليجي المعاكس للسعودية.
كما كثفت وسائل الإعلام السعودية بدورها الهجوم على تركيا، متهمة إياها بالسعي إلى “تحقيق حلم إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية” و”إيجاد موطئ قدم لها في الخليج”. ويرى المسؤولون السعوديون في الموقف التركي المساند لقطر سعياً من أنقرة إلى السيطرة على المقدسات الإسلامية في المملكة وهو ما تعتقد الرياض اليوم أنه الخطر الأكبر الذي يتهدده شرعية حكامها، وهي اتهامات كانت موجهة إلى إيران في السابق.
وبينما تظهر قطر متمسكة بموقفها ورافضة للانصياع للأحكام السعودية في السياسة الخارجية، لا يبدو أن حل الأزمة الخليجية سيكون قريباً، خاصة وأن فصولاً عدة للخلافات القديمة والمتجددة فتحت خلال الأسبوعين الماضيين، ما يؤشر على مواصلة السعودية والإمارات تصعيد حربهما على قطر.
تحركت تركيا باكرة خلال الأزمة الخليجية وحاولت تحريك سلسلة وساطات لحلها، وكان هذا الهدف من زيارة وزير الخارجية التركية موليد جاويش أوغلو إلى الدوحة والكويت والرياض، ما يثبت اتصال تركيا المباشر بالأزمة الخليجية المتمثل بالدعم اللامحدود للدوحة، وهو موقف لا يعجب القيادة السعودية وأشقاءها في الخليج.