تصر قطر على خوض الصراع ضد الدول المحاصرة طالما مطالبهم تنتهك سيادتها، وفي هذا الإطار كشف “معهد واشنطن للشرق الأدنى” عن سيناريوهات محتملة في حال استمر التصعيد في المواقف.
تقرير: محمود البدري
دخلت الأزمة الخليجية مرحلة متقدمة، وفي وقت تواصل دول الحصار تصعيدها ضد قطر، تتخذ الأخيرة موقفاً ثابتاً بأن سيادتها خط أحمر.
فقد نشر “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” تقريراً تحدث فيه عن أخطر التوقعات في حال استمر التصعيد، وفقدت الدوحة صبرها. وقال العهد: “قد يحاول السعوديون والإماراتيون تطبيق مقاطعة ثانوية للدول التي تربطها علاقات تجارية واقتصادية مع قطر، أو تعزيز ضغوطهم العسكرية عبر التهديد بفرض حصار بحري أو تعبئة على الحدود. وربما كان يُنظر في اتخاذ إجراء عسكري مباشر إلى حين قيام تركيا بإرسال قواتها إلى الدوحة”.
إلا أن من شأن أي خطوات إضافية من قبل الجانبين السعودي والإماراتي أن تولد رداً عنيفاً من قطر إذا ما شعرت أن سبل التسوية كافة أصبحت مغلقة. وبحسب المعهد، “يتمثل الرد باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، الأمر الذي سيفتح المجال تلقائياً أمام روسيا ذات العضوية الدائمة فيه بالتدخل مباشرة في شؤون الخليج، الامر الذي يضع ترامب وإدارته في موقف صعب”.
قد تقع واشنطن في موقف حرج آخر لها إذا ما اتخذت قطر مساراً أكثر خطورة، وهو اللعب بالورقة العسكرية، أي أن الولايات المتحدة مجبرة بالوقوف إلى جانبها بموجب اتفاقات تعاون أمني بين البلدين يرجع تاريخها إلى عامي 1992 و 2013. وقد نصت هذه الاتفاقات على أن بإمكان البلد الذي يستضيف “قاعدة العديد” الجوية أن يدعو الولايات المتحدة إلى المساعدة إذا واجه هذا البلد تهديداً أمنياً، بالإضافة إلى أنه يمكن لقطر لعب أوراقها الدبلوماسية مع بعض الأطراف النافذة مثل روسيا وإيران. ولكن، حتى إذا لم يحدث أي من هذه السيناريوهات، فإن مجرد احتمال حدوث واحد منها يوضح المرحلة المحفوفة بالمخاطر التي وصلت إليها المنطقة في ما يخص الأزمة الخليجية.