“المعارضة السورية” أمام فرصٍ قليلة لتوحيد صفوفها ومفاوضة الحكومة السورية. ما بين ضغوط الدول الداعمة وخسائر الميدان، يمضي الوقت على “معارضةٍ” غائبة عن المشهدين السياسي والعسكري.
تقرير عباس الزين
في أروقة قاعات العاصمة السعودية الرياض، يسمع صدى التقدم الكبير للجيش السوري وحلفائه على كامل الجبهات. تهمس السلطات السعودية في آذانِ ما يسمى بـ”المعارضة السورية” بأن الوقت لم يعد في صالحنا، إجمعوا فشلكم المنتشر بين العواصم واستعدوا لمرحلة التنازلات، مع الخروج بأقل الخسائر.
تتنوع “المعارضة السورية” بين “الهيئة العليا للمفاوضات”، ووفدي موسكو والقاهرة. جمعت الأطراف الثلاث الخيبات وفرقتهم المصالح الشخصية والدولية على مدى سنين الأزمة، بعيداً عن أي اعتبارات وطنية.
تسعى الرياض الآن إلى لملمة فشلها في إدارة الملف السوري، بتنظيمها، الإثنين 21 أغسطس / آب 2017، اجتماعات بين الأطراف الثلاث لـ”المعارضة السورية” هدفها، وفقاً لمصادر معارِضة، تقريب وجهات النظر حول قضايا عديدة أبرزها تشكيل وفد واحد للمعارضة، يتولى التفاوض مع الحكومة السورية في جنيف.
ولفت كبير المفاوضين في وفد “المعارضة”، محمد صبرا، الانتباه إلى أن الاجتماع لن يخرج عن ثوابت “الثورة” كما وصفها، مطالباً مجموعتي موسكو والقاهرة بالاعتراف بها قبل الحديث عن توحيد “المعارضة”.
وبالتزامن مع اجتماعات الرياض، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال لقائه نظيره المصري، سامح شكري في موسكو، أن روسيا تجري اتصالات في إطار الجهود لدعم “المعارضة السورية” في تشكيل وفد موحد.
شكري الذي “ورثت” بلاده مؤخراً الملف السوري، من الرياض، لفت إلى أن القاهرة تدعم مساعي موسكو لما لديها من دور بفعل علاقاتها مع أطراف “المعارضة السورية”، واتصالاتها وتواصلها مع الحكومة السورية.
تأتي اجتماعات الرياض ولقاءات القاهرة بعد ضغوطٍ مارسها المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، على “الهيئة العليا للمفاوضات”، لضم منصتي “موسكو” و”القاهرة” إلى وفدها المفاوض في جنيف، متوقعاً أن يكون أكتوبر / تشرين الأول 2017 شهراً حاسماً بالأزمة السورية.
الضغوط التي تمارسها الدول الداعمة للمعارضة السورية لتشكيل وفد موحد تشي إلى رغبة تلك الدول باستغلال الفرص المتبقية لها في مفاوضة الحكومة السورية، لا سيما وأن الوقائع الميدانية أصبحت تميل بشكلٍ واضح لصالح الحكومة السورية.
ما زالت وفود “المعارضة” عالقة عن نقطة من سيحكم سوريا في المرحلة “الانتقالية”، وهو محور الخلاف بينها، من دون أي أخذِ بعين الاعتبار للفشل الميداني، وما يترتب عليه، في وقتٍ فيه خرج الرئيس السوري بشار الاسد منذ يومين ليشدد على أن “الإنجازات العسكرية للجيش السوري هي الحرب وهي السياسية”.