مرحلة جديدة من العلاقات التركية الإيرانية أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغات قبل توجهه إلى عمّان، في ظلِّ حديثٍ عن عمليات عسكرية مشتركة بين البلدين في سوريا والعراق.
تقرير عباس الزين
قبل وصوله إلى العاصمة الأردنية عمّان، ومن مطار أتاتورك في أسطنبول، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القيام بعملية ضد التنظيمات الإرهابية بالتعاون مع إيران “موجود دوماً على الأجندة التركية”.
وتأتي تصريحات الرئيس التركي بعد زيارةٍ قام بها رئيس أركان الجيش الإيراني، محمد حسين باقري، إلى أنقرة. ووفقاً لصحف تركية، فإن باقري قدم عرضاً للإدارة التركية قوامه القيام بعملية مشتركة في إطار منطقة خفض التصعيد في إدلب، وذلك لمواجهة الخطط الأميركية المحتملة للهجوم على المحافظة بحجة مواجهة تنظيم “القاعدة” ممثلا بـ”هيئة تحرير الشام”، بالتعاون مع مليشيات “قوات سوريا الديمقراطية” ذات المكوّن الكردي.
وذكرت صحيفة “صباح” التركية، الموالية للحكومة، أنه بموجب العملية التي تفاهمت عليها كل من طهران وأنقرة وموسكو، سيتم تقسيم العمل إلى مرحليتن: المرحلة الأولى ستشهد تطهير محافظة إدلب، بما فيها المدينة، من الجماعات الإرهابية، تليها المرحلة الثانية التي ستشهد محاصرة قوات “سوريا الديمقراطية” التي تتخذ من منطقة عفرين مركزاً لها، وبالتالي إبعاد “قوات قسد” عن الحدود التركية، ومن ثم إمكانية ضم منطقة عفرين إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب.
ووفقا لمصادر تركية، فإن زيارة رئيس الأركان الإيراني إلى أنقرة جاءت لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة، في انتظار زيارة رئيس الأركان الروسي، الجنرال فاليري غيراسيموف، إلى أنقرة أيضًا، للتوصل إلى الخطة النهائية، في وقتٍ وصف فيه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، زيارة باقري إلى تركيا بـ”الاستثنائية”، معتبراً أن نتائج هذه الزيارة “ستنعكس على ملفات إقليمية، في المستقبل القريب”.
وذكرت صحيفة “تركيا”، الموالية لحكومة أردوغان، أن البلدين اتفقا على القيام بعملية مشتركة ضد معاقل “العمال الكردستاني” في كل من جبال قنديل في شمال العراق، ومنطقة سنجار، وهو ما لم ينفه الرئيس التركي خلال مؤتمره الصحافي. وتأتي العملية على خلفية تعاون “العمال الكردستاني” مع واشنطن في كل من سورية والعراق وتحوله إلى شريك لها وما رافق ذلك من تطوير سريع لمستوى تسليحه، وسيطرته على مساحات واسعة في كل من سوريا والعراق، هو ما دفع طهران وأنقرة إلى التخوف من تأثير ذلك على مستقبل الأمن القومي للبلدين خلال السنوات المقبلة.