توافقٌ بين إيران وجامعة الدول العربية على رفض استفتاء إقليم كردستان، في وقتٍ يستمر الإقليم في سياساته الاستفزازية ضد بغداد.
تقرير عباس البدري
بعد جلسة ساخنة رافقها تراشق للإتهامات والتهديدات المباشرة بين قطر والدول الأربعة المقاطعة لها، رفضت جامعة الدول العربية، في جلسة الأربعاء 13 سبتمبر / أيلول 2017، إجراء إقليم كردستان استفتاء بشأن مصيره، يوم 25 سبتمبر / أيلول.
وأصدر المجلس الوزاري للجامعة العربية قراراً بالإجماع يؤكد رفض الاستفتاء، في حين دعا الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، إلى الحوار بين الفصائل الكردية في العراق والحكومة العراقية.
لم تعلق السعودية، الداعم الأبرز لانفصال الإقليم على قرار الجامعة، في وقتٍ صوّت فيه مجلس النواب العراقي، الثلاثاء 12 سبتمبر / أيلول، بأغلبية أعضائه على رفض قرار الإقليم إجراء الاستفتاء، حيث قرر تخويل رئيس الوزراء، حيدر العبادي، كل الصلاحيات اللازمة لمنع إجرائه داخل الإقليم وخارجه سواء في كركوك أو في المناطق المتنازع عليها. المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد جمال، قال إن الاستفتاء “مرفوض لعدم قانونيته وتعارضه مع الدستور العراقي الذي يجب احترامه والتمسك به”.
بحسب مراقبين، فإن البرلمان العراقي رمى الكرة في ملعب الحكومة بعد أن خوّلها استخدام صلاحياتها الدستورية للرد على الإقليم بشأن قرار الاستفتاء، حيث لا يزال العبادي يراهن على الضغط الخارجي ممثلاً في تركيا وإيران. وقد وصف أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الاستفتاء بأنه “إجراء غير المدروس”، موضحاً ان له “تبعات مدمرة على الإقليم”.
واستبعدت مصادر حكومية عراقية الخيار العسكري ضد إقليم كردستان، إلا أن الإستفزازت العسكرية لقوات “البيشمركة” مؤخراً في محافظة كركوك الواقعة خارج الحدود الإدارية للإقليم، تشي أنّ مخطط يهدف إلى جرِّ قوات الجيش العراقي و”الحشد الشعبي” التي تتقدم لتحرير قضاء الحويجة جنوب المحافظة من تنظيم “داعش”، إلى مواجهة مع القوات الكردية، حيث لفت المتحدث باسم “كتائب حزب الله العراق”، محمد محي، إلى أن الاستفتاء الكردي يمثل المرحلة الثانية للمخطط الأميركي الإسرائيلي بعد مرحلة التنظيم الارهابي.
ويرى مراقبون أنه على الرغم من إصرار رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، على إجراء الاستفتاء في الوقت المحدّد، إلا أن الظروف الداخلية والخارجية غير مناسبة لذلك. وبالتالي، قد يلجأ إلى العدول عن الأمر مقابل تنازلات من بغداد، في حين أن الأكراد سيقعون فريسة البارزاني، الذي يسعى إلى إدخالهم في مواجهات عسكرية مع بغداد، وذلك لتحقيق مآرب ذات أجندات خاصة به، مرتبطة بعلاقاته مع إسرائيل والسعودية.