أخبار عاجلة
ارشيف

لقاء ترامب – تميم: الصفقات تبيح التناقضات

الضرورات المالية والصفقات تبيح التناقضات. هو عنوان مسار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على مدى أشهر الأزمة الخليجية.

تقرير عباس الزين

“لقد أشار الزعماء إلى قطر”. هذا ما برر به الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، موقفه من قطر بعد يوم من اندلاع الأزمة الخليجية في 5 يونيو / حزيران 2017، متذرعاً بردة فعل الزعماء العرب في المؤتمر الإسلامي الأميركي في الرياض. واعتبر في حينها، أن زيارته للرياض للقاء قادة 50 دولة بدأت تؤتي ثمارها.

وضعت التغريدتان للرئيس الأميركي واشنطن في موقف مرتبك، إلى جانبِ الرباعية المقاطعة في مواجهة مع قطر. ولكن، بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر على الأزمة، تغيّر المشهد أميركياً، وها هو ترامب يشيد بصداقته بأمير قطر، قائلاً إنه وتميم، تمتعا بـ”علاقة هائلة” خلال المدة القصيرة الأخيرة، ولا سيما منذ لقائهما في السعودية، نافياً ما كان قد أشاعه بنفسه أنّ علاقتهما كانت متوترة خلال القمة التي عقدها الأخير في الرياض.

وعلى هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار أمير قطر للرئيس الأميركي، إلى أنّ “اجتماع الرياض كان مهماً للغاية”، موضحاً أنّه “الدوحة وقعت الاتفاق وكانت أول من استجاب لمذكرة التفاهم لمكافحة الإرهاب”.

وأوضح ترامب قائلاً خلال اللقاء “إننا الآن في وضع نحاول فيه حل مشكلة في الشرق الأوسط. وأعتقد أننا سنحلها ولديّ شعور قوي بأنها ستجد طريقها إلى الحل سريعاً جداً”.

أمام هذا المشهد من التناقضات، تثبت الأزمة الخليجية على وجه الخصوص الارتباك السياسي الكبير الذي يعاني منه ترامب، والذي انعكس توتراً وتناقضاً في المواقف بينه وبين إدارته أيضاً.

تغريداته مع بداية الأزمة عن دعم قطر للإرهاب كانت خارج إطار الموقف العام للإدارة الأميركية، إذ أن البيت الأبيض، وفي اليوم التالي لتغريدات ترامب، أعلن أن الأخير تحدث مع أمير قطر، هاتفياً، وعرض عليه المساعدة في حل الأزمة الدبلوماسية مع الدول العربية. لم يمرَّ أكثر من 48 ساعة على مكالمته بأمير قطر حينها، حتى عاد الرئيس الأميركي وأكد أن “الوقت حان لدعوة قطر لوقف تمويل الأيديولوجية المتطرفة”.

بعدها، كان لافتاً تغريدة كتبها الصحافي الأميركي الشهير، سيمون ماركس، وصف فيها ساخراً ما وصلت إليه السياسة الأميركية، إذ قال نقلاً عن مصادر في البيت الأبيض، إن “الرئيس ترامب ربما لا يعرف أن بلاده تمتلك قاعدة عسكرية في قطر”.

على مدى أشهر الأزمة، استثمرت الإدارة الأميركية في تناقضاتها. دخلت تصريحات مسؤولي البيت الأبيض من ترامب وإدارته في البورصة السياسية والعسكرية لدول الخليج، فكانت ترتفع حدتها ضد قطر والدول الأربعة المقاطِعة، قبل إتفاقيات الاسلحة، وتنخفض بعدها. وهو ما يفسر وفقاً لمراقبين، تعامل الإدارة الأميركية غير المتوازن مع الأزمة ودولها.