غادر أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح العاصمة السعودية الرياض، بعد محادثات أجراها، الإثنين 16 أكتوبر / تشرين الأول 2017، مع الملك سلمان بشأن الأزمة الخليجية.
تقرير ابراهيم العربي
في إطار الجهود الكويتية لنزع فتيل الأزمة الخليجية المستمرة منذ أشهر، حطّت طائرة أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح في العاصمة السعودية الرياض، الإثنين، لبحث الأزمة مع قطر، وذلك قبل شهرين من القمة الخليجية التي من المُفترض أن تَنعقد في الكُويت في ديسمبر / كانون الأول 2017.
أراد أمير الكويت من خلال الزيارة، وفق متابعين، أن يَستطلع وِجهة النّظر السعوديّة حول الموقف من القمّة المُقبلة، قبل أن تُبادر حُكومته في تَوجيه الدّعوات للزّعماء الخَليجيين، وما إذا كان قادة الدّول المُقاطِعة لدولة قطر سيُشاركون فيها في ظِل وجود أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
بحسب مصادر كويتية، لم يتلق موظفو وزارة الخارجية الكويتية أية أوامر حتى الآن بالاستعداد للقمة الخليجية التي لم يتبق عليها سوى شهرين حسب موعدها المحدد سلفاً.
تشير الأجواء إلى خوف كويتي من أن تنعكس الأزمة الخليجية على اجتماع وزراء الخارجيّة الذي سَيقوم بالتّحضير لانعقادها، ووضع جَدول أعمالها، وبيانها الخِتامي، مِثلما جَرت العادة، وعن احتمال أن تُطالب السعوديّة وحُلفاؤها بإعطاء كُرسي قطر لعبد الله بن علي آل ثاني، الذي تتعامل معه كأمير شرعي، وهو ما ترفضه القيادة الكويتية، كونه يؤدي إلى تفكك دول منظومة مجلس التعاون الخليجي التي ساهمت الكويت في تأسيسها مطلع ثمانينات القرن الماضي.
ولم يستبعد هؤلاء تأجيل انعقاد القمّة الخليجيّة المُقبلة في حال تَعذّر الوصول إلى حُلولٍ مَقبولةٍ، ومُحاولة إعلان هُدنة إعلاميّة وسياسيّة لبعض الوقت لتهدئة الأجواء، وإعطاء فُرصة لجُهود المُصالحة.
الهوّة واسعةٌ جدًّا بين مواقف الدول الأربع والموقف القطري اتُجاه الأزمة، ولم تطرأ أي ليونة تُشير إلى استعدادها لتقديم أيّ تنازلات، فالمعسكر السعودي الإماراتي المصري الخليجي يُصر على تنفيذ قطر الحَرفي للمَطالب الـ13 كاملة، بينما تتمسّك قطر برفض أيّ مَطلب يتعارض مع سيادتها، ويقول مسؤولون فيها أنهم امتصوا أزمة الحصار وتغلّبوا على كل آثاره الجانبيّة