انسحبت قوات "البشمركة" أمام تقدم القوات العراقية في كركوك، في ظلِّ انقسامات حادة بين المكونات الكردية، تُسقط تبعات الإستفتاء قبل الغاء النتائج.
تقرير عباس الزين
على وقع الخلافات العاصفة بين المكونات الكردية، تحركت القوات العراقية من نقاط تمركزها جنوب محافظة كركوك في اتجاه مركز المدينة، وذلك ضمن خطة انتشارٍ وضعتها الحكومة العراقية، للعودة إلى مناطق ما قبل 12 يونيو / حزيران 2014، أي ما قبل سيطرة "داعش" على أجزاءٍ واسعة من العراق، وتوسع القوات الكردية في المحافظة.
وصلت القوات العراقية، من دون أي مقاومةٍ من قواتِ "البشمركة"، إلى مدخل مدينة كركوك الجنوبي، ومن ثم فرضت سيطرتها على مبنى محافظة كركوك وسط المدينة، حيث تمركزت بالقرب من شرطة المدينة المحلية، بعد تقدمها من مطار كركوك التي سيطرت عليه في وقت سابق بعد انسحاب القوات الكردية منه أيضاً.
وفيما أعلنت وزارة النفط العراقية، موافقة أطياف كردية على تجنب القتال في منشآت النفط والغاز في كركوك، أعلنت قيادة العمليات العراقية، سيطرتها على شركة نفط الشمال وحقول باباكركر النفطية الواقعة في شمال غرب المحافظة، بالتوازي مع السيطرة على مطار كركوك العسكري وقاعدة "كيه 1" التي تعد أكبر قاعدة عسكرية في المحافظة، بعد انسحاب قوات "البشمركة" منها.
التقدم السريع للقوات العراقية، والذي تزامن مع إنسحاب قوات "البيشمركة" من مواقع عديدة ومن دون قتال، وضع رئيس الإقليم المنتهية ولايته، مسعود برزاني، في موقفٍ صعبٍ، بعد تملّص معظم القيادات الكردية من تحركاته الانفصالية.
تُرجمت الخلافات التي سبقت الاستفتاء على الأرض، إذ رأى القيادي في الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، أمين حاجي عثمان، أن ما جرى في كركوك ليس هزيمة بل خيانة من قبل أفراد "البشمركة" التابعين لـ"الاتحاد الوطني الكردستاني"، في حين شددت عضو الاتحاد النائب آلا طالباني، أن "بشمركة الاتحاد" لن نضحي بقطرة دم واحدة منهم من أجل الحفاظ على أبار نفط مسروقة ذهبت أموالها إلى جيوب أحزاب وأشخاص.
انتهت مقامرة البارزاني بإجراء استفتاء الإنفصال، وفق مراقبين، بسيطرة الجيش العراقي على محافظة كركوك، بالتعاون مع قوات "البشمركة" التابعة لحزب "الاتحاد"، ليتحول حلم الانفصال عند البارزاني إلى كابوسٍ، بعد أن منيت زعامته للإقليم بضربة قوية، ستؤثر بحسب متابعين، على حياته السياسية في القريب العاجل.