السعودية / العربي الجديد – تشهد السعودية تدنّياً في إقبال المواطنين على التبرّع بالأعضاء. وتنطلق، الشهر المقبل، في المنطقة الشرقية، حملة تهدف إلى تشجيعهم على اتخاذ مثل هذه الخطوة. وتأتي حملة “خلّونا نحييها” في إطار توجيهات أمير المنطقة الشرقية، سعود بن نايف، ومن تنظيم جمعية “إيثار”، الناشطة في تشجيع التبرع بالأعضاء، بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء، وغيره من الجهات الحكومية والخاصة.
فمع نجاح الجمعية في الحصول على 9 موافقات بالتبرع، أخيراً، تمكنت، من خلال ذلك، من زراعة 28 عضواً للمرضى المحتاجين. وتهدف الحملة، التي تبدأ في 16 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، إلى توعية جميع شرائح المجتمع السعودي على أهمية التبرع بالأعضاء من الأحياء، والمتوفين دماغياً. بالإضافة إلى توضيح النواحي الشرعية والاجتماعية والصحية والاقتصادية المتعلقة بالتبرع بالأعضاء، لتشجيع المجتمع على دعم رسالة التبرع.
ويوضح المشرف العام على الحملة، عبد العزيز التركي، أنّ هدفها “تعزيز القيم المجتمعية النبيلة، وإحياء روح الإيثار بين أفراد المجتمع، وتحفيزهم على رفع المعاناة عن بعضهم، وتنمية الحس الوطني لديهم”. ويشير التركي إلى أن نسبة المتبرعين ما زالت متدنية في المملكة، فهناك “15 ألف مريض يعانون من الفشل الكلوي، وفي المقابل، لا يتجاوز عدد حالات الموافقة على التبرع 50 حالة سنوياً”.
ويتابع أنّ أهداف الجمعية تصبّ في هذا الإطار “فبإمكان متبرع واحد أن ينقذ 9 أشخاص هم في أمسّ الحاجة إلى أعضائه، مثل القلب والكبد والكليتين والرئتين والقرنية وغيرها”.
من جهتها، تشير نائب رئيس الجمعية، حنان الغامدي، إلى أنّ عملها يتركز على تقليص أعداد مرضى الفشل العضوي، بخاصة أن الفشل العضوي هو من أكبر المشاكل التي تواجه النظام الصحي. وستستمر الحملة طيلة أسبوع كامل، بحسب رئيس لجنتها التنفيذية، جاسم الياقوت، وستتخللها نشاطات متنوعة.
بدوره، يشير رئيس لجنة الشفاعة الحسنة، التابعة للجمعية، محمد الدبل، إلى العمل على إقناع ذوي المتوفين دماغياً للتبرع بالأعضاء. وتشرف على هذه اللجنة مجموعة من القضاة وأئمة المساجد ورجال الأعمال، ويشير رئيس اللجنة إلى أنّها تمكنت، أخيراً، من أخذ موافقة 9 عائلات من أصل 21 طلبت منها التبرع بأعضاء أفرادها المتوفين دماغياً. وتهتم الحملة بالنواحي الشرعية للتبرع، فيقول المستشار الشرعي فيها، الداعية خالد العبد الكريم، إنّ ندوة ستعقد في إطارها لإيضاح أهمية التبرع، وسيحضر الندوة أعضاء هيئة كبار العلماء، بالإضافة إلى مشايخ بارزين في المجال الشرعي.