نبأ نت ـ تجاري الآلة الإعلاميّة السعوديّة التقارب السعودي – الإسرائيلي، في خطوة هي الأولى من نوعها، إذ أجرت صحيفة “إيلاف” السعودية مقابلة مع رئيس الأركان الإسرائيلي غادي ايزنكوت، فاتحةً فضاءها له لإعلان استعداد بلاده “لتبادل المعلومات الاستخبارية” مع السعودية.
في المقابلة الأولى من نوعها مع صحيفة سعودية، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي أنّ محور الانسجام السعودي – الإسرائيلي هو العداء لإيران، خصوصاً و”أن السعودية لم تكن يوماً من الأيام عدوّة لبلاده”، كما قال.
أشار إيزنكوت إلى أنه كان في لقاء رؤساء الأركان في واشنطن وعندما سمع ما قاله المندوب السعودي، وأكد أنّ كلام الأخير “مطابق تماماً لما يفكّر به بما يتعلق بإيران وضرورة مواجهتها في المنطقة وضرورة إيقاف برامجها التوسعية”، بحسب زعمه.
تقاطع تأكيد المقابلة على أنّ إيران هي محور التلاقي الأكبر مع وثيقة نشرتها صحيفة “الأخبار” اللبنانية قبل أيام، وهي رسالة بعثها وزير الخارجية، عادل الجبير، إلى ولي العهد، محمد بن سلمان، خلاصتها أنّ السعودية ستوافق على التقارب إلى إسرائيل، في حال شعرت بتوجه الولايات المتحدة الصادق ضد إيران. وفي ضوء دعوة إيزنكوت إلى “تبادل استخباري”، أكدت رسالة الجبير أنّ الاتفاق الإسرائيلي – السعودي يهدف إلى “التصدّي لأي نشاطات تخدم السياسات العدوانية لإيران في الشرق الأوسط”، بحسب تعبيره.
واعتبرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أنّ المواساة الوحيدة لإسرائيل هي أن علاقاتها مع السعودية تتوثق. يوضح كبير معلّقي الشؤون الأمنية في الصحيفة العبرية يوسي ميلمان، أنّه لا يمكن لإسرائيل أن تعتمد حتى على الولايات المتحدة، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب يواصل سياسة سلفه، باراك أوباما، الذي يعترف بسوريا كمنطقة نفوذ روسية ويهجر الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن التخوف السعودي من إيران يتعاظم كلما تقدمت في المنطقة، وهو يعزز رغبة زعماء الرياض في تحسين علاقاتها مع إسرائيل.
سبق هذا التطبيع الإعلامي والسياسي دعوة من صحيفة “الحياة” المحليّة إلى تنفيذ وعد بلفور كاملاً بالعنوان العريض على صفحاتها، إذ لمّح الكاتب زياد الدريس إلى أنّ التزام إسرائيل بـ”عدم المسّ بالحقوق المدنية والدينية للجماعات الأخرى غير اليهودية التي تعيش في فلسطين” يعطي الشرعية السعودية لكيان إسرائيل.