بـ100 مليون دولار تدخل السعودية الى القارة الأفريقية للعب دور في جهود مكافحة الإرهاب الذي لطالما دعمته الرياض في الانتشار في بلدان العالم.
تقرير: سناء ابراهيم
من بوابة فرنسا، تدخل السعودية المأزومة سياسياً وإقتصادياً إلى القارة الأفريقية بهدف دعم جهود باريس في مكافحة الإرهاب على الساحل الأفريقي، محاولة تغيير صورتها أمام المجتمع الدولي الذي يشير الى تورط الرياض بدعم الجماعات الإرهابية والفكر المتشدد في شتّى بلدان العالم.
مؤتمر “اجتماع الدعم”، الذي استضافته باريس، وشارك فيه قادة أوروبيون وأفارقة من أجل تعزيز القوة الإقليمية لدول الساحل الأفريقية، كان الإعلان الأبرز فيه قرار السعودية، الممثلة بوزير خارجيتها عادل الجبير، المساهمة بـ100 مليون دولار في قوة الساحل الأفريقي، فيما أعلنت الإمارات مساهمتها بـ30 مليون دولار إلى هذه القوة التي قدرت حاجياتها بـ250 مليون يورو لتشكيلها، حيث تضاف هذه المساهمات إلى تلك التي أعلن عنها حتى الآن شركاء مجتمعون في إطار “تحالف الساحل”، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفي حين إستغرب مراقبون إقدام السعودية على تقديم هذا المبلغ وسط ظروف اقتصادية صعبة تعانيها، لفت آخرون إلى أن سلطات الرياض تحاول تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي الذي اعتاد توجيه الاتهامات لها على خلفية دعمها للتطرف.
وعن الدور الفرنسي، إعتبر متابعون أن باريس تجهد في أداء دور فاعل في المنطقة الافريقية، عبر استراتيجية جديدة تقوم على النأي بالمال والجنود، ويبدو أنها نجحت عبر الحصول على الدعم من الدول الاخرى بينها السعودية والامارات، وإلقاء العبء المالي في الحرب التي تخوضها منذ سنوات ضد تلك الجماعات على غيرها.
يشار إلى أن “اجتماع الدعم”، يهدف لتسريع إطلاق القوة الجديدة المشتركة التي ستُكلف بمكافحة الإرهاب في دول الساحل الخمس، مالي، نيجيريا، بوركينا فاسو، تشاد، وموريتانيا.
وكانت استجابت السعودية لطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أقر صراحة أنه طلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مساعدة مالية للقوة العسكرية المشتركة بين الدول الخمس بمنطقة الساحل الأفريقي، وذلك بعد يومين من اجتماعه به في الرياض، بعد زيارة خاطفة تقررت على نحو مفاجئ في أثناء وجود الرئيس الفرنسي في الإمارات.