اليمن / نبأ – ساد الهدوء شوارعَ العاصمة اليمنية صنعاء بعد يومٍ من توقيعِ الإتفاق بينَ الرئاسة وحركة أنصارِ الله بمشاركة جميعِ القوى السياسية.
وحافظت اللجان الشعبية التابعة لأنصارِ الله على انتشارِها في العاصمة لتأمينها وحماية مؤسسات الدولة، وبدأت بتسليمها تدريجيا للسلطات الرسمية.
وبارك الناطق الإعلامي بإسم جماعة أنصار الله محمد عبد السلام في إتصال مع قناة نبأ “للشعب اليمني هذا الإنتصار العظيم في هذه الثورة المباركة، والذي نعتبره إنتصاراً للمستضعفين، حيث أنّ جرى في صنعاء وعموم اليمن هو ثورة واضحة المعالم والأهداف وقد تحققت بفضل الله بعد أن ولّت تلك العناصر الإجرامية من أمام العدالة الشعبية”.
وأشاد عبد السلام بالمواقف البطولية “للمؤسسات الأمنية والعسكرية والبعثات الدبلوماسية الممثلة للبلد في الخارج والكثير من المدنيين في مختلف مؤسساتهم بعد أن أعلنوا التأييد المطلق لهذه الثورة التي راح من أجلها شهداء وسقط جرحى وإستمرّوا في الساحات وفي الميادين للمطالبة بإسقاط حكومة فاسدة ولتغيير الوضع”.
وفيما يتعلق بالإتفاق، قال المتحدث الرسمي بإسم جماعة أنصار الله “نحن راضون عن الإتفاق الذي تم توقيعه مع اللسلطات اليمنية برعاية المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر، وهو يعتبر إنتصار سياسي لهذه الثورة كونه إتفاق موافق عليه من كل الأفرقاء السياسيين كما وأصبح اليوم له تأييد دولي كبير”.
ويرى عبد السلام أنّ هذا الإتفاق يمثل “إنتصاراً لإرادة الشعب وعلى أساس الدخول في عهد جديد من الشراكة، ولهذا نحن نعتبر أن الإتفاق هو بوابة جديدة لعقد سياسي جديد، يسمح لليمنيين بأن يكونوا هم أصحاب القرار في تسيير شؤونهم وحياتهم”.
وأشار إلى أن الشعب اليمني لديه “تجربة مع السلطة”، ويعتقد بأنّ “التحديات ما زالت قائمة وهذا أمر طبيعي، من هنا فإننا ندرك أنّ الضمانة الحقيقيّة لتنفيذ هذا الإتفاق هو الشعب، والشعب اليوم يراقب بشكل مكثف كل مجريات الأحداث”، وتابع “والضمانة الأخرى أيضاً أنّ الإتفاق ينص على أن تكون الخطوات مزمّنة، فالشعب سيرفع التصعيد شيئاً فشيئاً عندما تتعرّج الحكومة في تنفيذ بنود الإتفاق”.
وعن سياسة المملكة العربية السعودية تجاه اليمن، أسف عبد السلام من أن “المملكة ليست راضية عن هذا الإتفاق وتدافع بإتجاه الحسم إتجاه الحوثيين، ونحن نعتقد أن المملكة العربية السعودية ستدرك إن لم تكن قد أدركت الآن أن الشعب اليمني أصبح خيار مهم ومطلب”.
وأوضح إلى أنّ المملكة لا يحق لها “أن تقول للشعب اليمني أن لا يطالب بتحسين وضعه المعيشي”، مشيراً إلى أن “اليمن كان بحاجة دعم هؤلاء الفرقاء الذي ينعمون بالخير والأمن والإقتصاد المزدهر فيما الشعب اليمني يعيش حالة من الفقر والبطالة..”.
ويرى عبد السلام أن “هذه الثورة ستعم بخيراتها للجميع ولن تؤذي أحدً كما يتصور البعض”، آسفاً “للخطاب الإعلامي التحريضي التابع لبعض الدول الخليحية وهذا يوضح أنهم فقدوا مصالحهم في اليمن ولذلك هم غاضبون من انتصار الثورة خاصة بعد فشل المبادرة الخليجية وإنتهاءها بلا رجعة”.
وإعتبر الناطق الرسمي بإسم الحوثيين أنّ “الشعب اليمني ما كان مؤذياً لأحد عبر تاريخه، ولم يمثل أي تهديد لأحد” متسائلاً : “ماذا نفعل عندما تكون هناك حسابات مبالغ فيها ويراد أن يعطى أبعاد أخرى لغير ما يجري؟”.
وقال “أنّ المنطقة وبالذات الدول المجاورة لليمن إذا ما إتخذت مواقف إيجابية من هذه الثورة هي الخاسرة لأنّ الشعب اليمني يريد أن يحسن علاقاته مع الجميع بلا إستثناء ولكنه أيضاً يرى بأن يحسم القرار الداخلي وأن لا يتم سلبه مرة أخرى”.
(نبأ)