عبر شخصياتٍ دينية وبعض الشخصيات الحزبية، حاولت السعودية فرض وصايتها على مدينة القدس، إلا أن تلك المحاولات اصطدمت بقرارٍ مقدسي رافض للهيمنة السعودية.
تقرير محمد البدري
قادت السعودية جهوداً كثيرة لفرض وصايتها على القدس، بدأت باتصالات بين جهات رسمية في المملكة مع أعضاء من اللجنة المركزية لحركة “فتح” وشخصيات إسلامية ومسيحية للتنسيق لزيارةٍ كانت مقررة يوم السبت 20 يناير / كانون الثاني 2018، وهو ما دفع بالسلطات الأردنية إلى احتجاز الوفد عبر “معبر الكرامة” وإرجاعهم إلى الضفة الغربية، وفق ما أكده مصدرٌ لموقع “عربي 21” الإلكتروني.
ولفت عضو “الهيئة الإسلامية العليا لمدينة القدس”، جمال عمرو، الانتباه إلى أن الهيئة رصدت بالفعل اتصالات أجرتها السعودية مع شخصيات إسلامية ومسيحية في القدس من دون معرفة أسمائهم، مضيفاً “هذه المعلومات وصلت إلى الهيئة عبر أحد الشخصيات التي تم الاتصال بها من السعودية ولكنه رفض تلبية الدعوة”.
وأكد عمرو أن شخصيات إسلامية ومسيحية لم تكن معروفة من قبل لدى المقدسيين تقوم في الفترة الأخيرة بفرض نفسها كرموز دينية داخل القدس، وقد ظهر ذلك بشكل جلي في معركة الأبواب الإلكترونية منتصف عام 2017، مشيراً إلى أن مدينة القدس تشهد للمرة الأولى إنشاء سلسلة من الهيئات والمؤسسات الدينية الممولة من جهات غير معروفة وهو أمر يدعو إلى القلق.
وتؤكد مصادر مطلعة على محاولة السعودية الوصاية على القدس أن هناك إجماعاً داخل المؤسسات الدينية والأوساط الشعبية في المدينة المحتلة لرفض الجهود التي تقودها السعودية لفرض الوصاية على المدينة، كما أن الهيئة، بالتنسيق مع المؤسسات الدينية الأخرى، فتحت تحقيقاً لكشف الشخصيات التي أجرت اتصالاً مع السعودية وسيتم طردهم من المدينة فور معرفة أسمائهم.
يأتي الهدف من تشكيل الوفد وسفره إلى السعودية، وفق ما تؤكد المصادر، في سياق مسألة سحب الوصاية الأردنية على القدس من قبل السعودية، إذ أن الأخيرة تستغل الضغوط الاقتصادية والمالية التي تعاني منها الأردن لتفرض وصايتها على المدينة المقدسة، في وقتٍ يجتمع الرأي المقدسي على رفض أي هيمنة سعودية للمدينة.