تقرير محمد البدري
فيما تزعم الرياض وأبو ظبي أنهما تشاركان المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب والتطرف، تبرز مسألة جنوب اليمن، حيث السيطرة السعودية والإماراتية، لتثبت أنهما ليستا إلا من رعاة الإرهاب والتطرف.
وتؤكد مصادر يمنية جنوبية أن أبو ظبي والرياض تواصلان جهودهما في دعم مشايخ السلفية الجهادية وتلاميذهم في اليمن، الذين هم اليوم قوام “قوات الحزام الأمني” في عدن، والذي يقف وراء معظم عمليات الإغتيالات لعسكريين وناشطين حقوقيين وخطباء مساجد مخالفين.
ويؤكد موقع “العربي” الإلكتروني المتخصص في الشأن اليمني نقلاً عن مصادر أن طلاب مركز دماج وفروعه هم اليوم قوام “كتائب أبوالعباس”، و”حسم”، وجميعهم تلاميذ مقبل بن هادي الوادعي، ويحي الحجوري، ولم يسبق لهم الإلتحاق بالجندية ولا بكلية عسكرية، لكنهم يقودون حزاماً أمنياً وجيشاً وطنياً يخوض قتالاً مذهبياً ويؤسّس لصراعات طويلة.
وتحت حماية القوات المتحالفة مع تحالف العدوان، يواصل الشيخ العديني، وهو عضو “هيئة علماء اليمن” التي يرأسها عبدالمجيد الزنداني، خطبه ومحاضراته في “جامع النور” في مدينة تعز، حيث يحرّم الاختلاط في المقاهي ويجرّم عرض الدمى في المحال التجارية، وهو ما نتج عنه سلسلة إغتيالات والتحاق العشرات من شباب تعز بالجماعات والتنظيمات المتطرفة.
لم ينحصر دعم التطرف والإرهاب في الدعم المالي والعسكري بل في الإيواء أيضاً. فنساء مديرية قشن بمحافظة المهرة خرجن الأسبوع الماضي في تظاهرة منددة بمشروع سعودي إماراتي لتوطين سلفيين من أكثر من محافظة وبلدة وإيوائهم في مدينة سكنية يراد لها أن تكون بؤرة لزعزعة استقرار المهرة وسلطنة عُمان.
وتكشف مصادر موثوقة لـ”العربي” عن توافد مجاميع من السلفيين إلى قاعدة العند ومعسكرات في محافظة شبوة لتدريبهم للقتال ضد “أنصار الله” تحت قيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، الذي تعده أبوظبي كبديل للجناح العسكري لحزب “الإصلاح”.
وفي الجامعات، بدأ الفكر المتطرف الذي ترعاه الرياض وأبوظبي يتغلغل في المقررات الثقافية الإسلامية، إذ عمد بعض رؤساء أقسام الدراسات الإسلامية المدعومين من قوى التحالف إلى استبدال الكتب الإسلامية لمجموعة من الباحثين، وإلزام الطلاب بدرس مؤلفاتهم الخاصة التي تحتوي على شروحات ذات تحيزٍ أيديولوجي لفتاوى التطرف والإرهاب.