السعودية / وول ستريت جورنال – مع استمرار الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة ضد جماعة الدولة الإسلامية يوم الأربعاء، انضمت المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج الأخرى، للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين من الزمن، علناً للحملة.
وفي حين أن المشاركة العربية في الضربات هي رمزية أكثر منها ذات قيمة عسكرية، وصف محللون هذه المشاركة بأنها خطوة جريئة لمجموعة من البلدان التي فضلت لفترة طويلة العمل عبر الوكلاء، بدلاً من أي تورط مباشر.
وقالت المملكة العربية السعودية إن قواتها الجوية شاركت في العمليات العسكرية في سوريا “لدعم المعارضة السورية المعتدلة من خلال تحالف دولي لمكافحة هذا المرض الإرهابي الفتاك ودعم الشعب السوري”، وذلك وفقاً لبيان صادر عن وكالة الأنباء الرسمية.
وبالتأكيد، كانت بلدان الخليج العربي، وبخاصة المملكة العربية السعودية، قد عبرت مؤخراً، وبشكل متزايد، عن قلقها إزاء صعود الجماعات المتطرفة نتيجة للأزمة في سوريا. كما أظهرت هذه الدول مراراً إحباطها من إحجام إدارة أوباما عن التأكد من تقديم الدعم الكامل للمعارضة والمتمردين المعتدلين هناك.
ولكن السعوديين كانوا دائماً مربوطين بعقدة الخوف من إثارة رد فعل محلي عنيف إذا ما استخدموا قواتهم في استهداف أشقاء مسلمين.
وبالتالي، فإن الإعلان عن مشاركة المملكة في هذه الحملة يشير إلى أنهم يرون الآن بأن الخطر الذي تشكله “الدولة الإسلامية” بات يفوق الخوف التقليدي من تفاقم نقمة شعبهم تجاه اصطفافهم علناً مع الولايات المتحدة منذ حرب الخليج في عام 1991.
وقال إميل الحكيم، وهو محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “كان رد فعل الخليج متأخراً. كانوا راضين لفترة طويلة”. وأكد الحكيم على أن الملكيات في الخليج اكتوت من قبل بالعديد من الاتهامات منها:
أولاً: أنها خلقت ودعمت “الدولة الإسلامية”.
ثانياً: أنها استثمرت مليارات الدولارات في جيوشها كمال ضائع لا تستخدمه بشيء. وأضاف المحلل: “كان عليهم إظهار براعة وقدرة في مواجهة هذه الاتهامات”.
وبعد ساعات قليلة من تأكيد المشاركة في الضربات الجوية، نشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية صوراً لطياري المقاتلات الثمانية الذين نفذوا الهجمات. وقد نشرت الصور أيضاً على الصفحات الأولى لمعظم الصحف المحلية ليوم الأربعاء.
وهذا الاعتراف العلني والنادر بالطيارين الذين شاركوا في الضربات “يرسل رسالة قوية إلى داعش، وللعالمين العربي والمسلم، وللغرب، بأن المملكة العربية السعودية تقوم بما هو أكثر بكثير من مجرد التشدق بأنها ضد داعش”، وفقاً لفهد ناظر، وهو المحلل السياسي السابق في السفارة السعودية في واشنطن.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أيضاً أن أحد الطيارين الذين شاركوا في الطلعات الجوية هو الأمير خالد بن سلمان، وهو نجل ولي العهد السعودي الذي تلقى التدريب على الطيران العسكري في قاعدة كولومبوس للقوات الجوية في ولاية ميسيسيبي.
وعن هذا، قال ناظر: “إن مشاركة نجل ولي العهد الأمير سلمان ترسل أيضاً رسالة خاصة إلى الشعب السعودي حول خطورة التهديد، وحول الحاجة لجميع السعوديين إلى القيام بدورهم في مواجهة الخطر”.