انتقدت تقارير غربية تحريك المال السعودي في واشنطن قبيل زيارة ولي العهد محمد بن سلمان، ووصفت التلميع الذي حوته مقابلة “سي بي أس” مع ولي العهد بأنها ترويج لديكتاتور غير منتخب.
تقرير: سناء ابراهيم
لا شكّ أن اللوبي السعودي في واشنطن عبّد الطريق لوصول ولي العهد محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، بعد أن حرّكت الرياض أموالها لتسريع عجلة الضغط في أروقة الإدارة الأميركية من أجل فرش السجادة الحمراء لابن سلمان الساعي إلى الحصول على الرضى الأميركي الذي سيدفع به نحو تسلم الحكم والسلطة بعد والده.
مليارات الدولارات التي سارت بين البيت الأبيض والكونغرس والخارجية، لتحسين صورة الزائر السعودي والقبول بمعرفة طموحاته مقابل المال السعودي من أجل صورة مختلفة عن الرياض.. تقارير غربية أشارت إلى البروباغندا الإعلامية المصاحبة لابن سلمان، وجهود اللوبي السعودي، منتقدة المقابلة التي أجرتها قناة “سي بي أس” الأميركية مع ابن سلمان، إذ كانت على شاكلة ترويج للنظام السعودي أكثر مقابلة صريحة ومباشرة.
جريمة بحق الصحافة، هكذا وصف موقع “ذي انترسبت” الأميركي المقابلة التي أجريت مع ابن سلمان، منتقداً وصف مقدمة البرنامج “نورا أودونيل” إصلاحات ابن سلمان في السعودية بالثورية في مقدمتها، قائلاً “يبدو أنه بات للسعوديين مشجع لهم في الصحافة الأميركية”، واعتبر إن أودونيل وفريق البرنامج أضاعوا فرصة مقابلة مع ديكتاتور غير منتخب.
“لننس القصف السعودي وحصار اليمن الذي وصفته الأمم المتحدة بالكارثة الانسانية الأسوأ في العالم والتي لم تحظ سوى بدقيقتين من الثلاثين دقيقة هي مدة التقرير، ولننس سجل السعودية المرعب في الذبح والرجم، الذي لم يحظ بأي تغطية من قبل فريق البرنامج في الرياض، أمضت أودونيل وقتها وهي تعبر عن إعجابها باهتمام ابن سلمان بالشباب وإدمانه على العمل من دون أن ننسى دعمه لقيادة المرأة السيارة”، يشير الموقع، الذي اعتبر أن “المقابلة بحد ذاتها كانت عبارة عن طرح أسئلة سهلة الواحد تلو الآخر من قبيل ما هو التحدي الأكبر؟ وماذا تعلمت من والدك.”.
غاب النقد البناء من المقابلة الأخيرة واعتبرت أنها ترويج لابن سلمان قبيل هبوط طائرته في الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما طرح أسئلة حيال العلاقة الحميمية الغريبة بين الإعلام الغربي وبن سلمان قبيل الزيارة.
تشير تقارير إلى المال السعودي المعتمد على الثروة النفطية وحجمه في استقبال ابن سلمان في واشنطن، حيث يكثر الحديث عن حملة علاقات عامة مصممة هندسيا بشكل متقن، لنشر صورة أخرى عن السعودية، وتبيض الواقع، وتحرف الأخبار السلبية، والمساعدة في تشكيل السياسات المحلية للولايات المتحدة لصالح السعودية.