تغريدة واحدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت كافية لإخراج الصراع في سوريا من إطاره المحلي والإقليمي إلى الدولي، إذ توعد الرجل روسيا الموجودة بقوة في سوريا بـ”صواريخ ذكية قريباً”، وذلك بعد انتشار أنباء عن هجوم كيميائي مزعوم في مدينة دوما السورية، وسبق تهديد ترامب تحذير روسي لواشنطن وحلفائها من ان موسكو ستسقط أي صواريخ فوق سوريا.
تقرير: عاطف محمد
توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا بتقنية عالية الدقة من الصواريخ ستضرب سوريا، وقال ترامب، في تغريدة على حسابه على “تويتر”: استعدي يا روسيا الصواريخ قادمة سنضرب سوريا بصواريخ جديدة وذكية”، وذلك بعد أن هددت روسيا بإسقاط كل الصواريخ الأميركية التي قد تضرب ضد مواقع وأهداف سورية.
وضعت إسرائيل، التي بدأت أولى خطوات الرد العسكري الغربي بقصفها مطار “تي 4” في ريف حمص شرق سوريا، قبتها الحديدية في حالة تأهب قصوى استعداداً لمواجهة محتملة، في حال قامت إيران بالرد على قصف المطار الذي كان يوجد في مستشارون إيرانيون.
وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية إن “الجهات الأمنية والعسكرية في إسرائيل تأخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد من جهة، كما أن إعلان حالة الاستنفار جاء نتيجة تزايد التقديرات بإمكانية قيام واشنطن بشن ضربة على مواقع عسكرية سورية”، خصوصاً بعد إحباط روسيا مشروع قرار أميركي لإدانة سوريا، ليل الثلاثاء 10 أبريل / نيسان 2018، من خلال استخدام حق النقض “فيتو”.
ودعت “المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية” شركات الطيران إلى توخي الحذر في الشرق الأوسط تخوفاً من احتمال شن ضربات جوية في سوريا خلال 72 ساعة، وذكرت المنظمة، في بيان، أنه “من الممكن استخدام صواريخ أرض – جو أو صواريخ “كروز” أو كليهما خلال تلك الفترة”، مشيرة إلى أن “هناك احتمالاً لتعرض أجهزة الملاحة اللاسلكية للتشويش على فترات متقطعة”.
وترافقت تحذيرات المنظمة مع إعلان كل من الولايات المتحدة وفرنسا تأهبها العسكري لضربات في سوريا، حيث اتجهت حاملة طائرات أميركية و7 سفن حربية إلى البحر الأبيض المتوسط، فيما قالت وسائل إعلام فرنسية إن قادة الجيش الفرنسي قدموا إلى الرئيس إيمانويل ماكرون خططاً عسكرية “قد يتم اعتمادها لتوجيه ضربة إلى سوريا، في حال تم اتخاذ القرار السياسي بذلك”.
التحشيد العسكري الأميركي يقابله تحذير من أعلى المستويات في روسيا، ويتخوف مراقبون للأزمة المستجدة من اندلاع مواجهة مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة، خصوصاً وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبق وأكد أن الدفاعات الروسية في سوريا “ستتصدى للصواريخ الأميركية وترد على مصادر إطلاقها”.