كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى حالياً إلى تجميع قوة عسكرية من دول عربية لإرسالها إلى سوريا، بالإضافة إلى طلب تمويل من الدول الخليجية للغرض نفسه.
تقرير: محمد البدري
في ظل التخبط الذي تعيشه واشنطن حول عدم اعتمادها استراتيجية واضحة في سوريا، يبدو أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سائرٌ في خطة سحب قوات بلاده من سوريا. لكن المعضلة الأساسية تكمن في البديل الذي سيخلف الوجود الأميركي، والدول الممولة له.
يكشف مسؤولون أميركيون أن إدارة ترامب تسعى إلى إنهاء الوجود الاميركي في سوريا وتجميع قوة عربية لتحل محل القوة العسكرية الأميركية، وفق ما أشارت إليه صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
وتؤكد الصحيفة أن البيت الأبيض يعمل على تجميع قوة عسكرية من دول عربية لإرسالها إلى سوريا، بالإضافة إلى طلب تمويل من الدول الخليجية للغرض نفسه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن جون بولتون، مستشار الأمن القومي الجديد لترامب، اتصل مؤخراً برئيس المخابرات المصرية بالوكالة، عباس كامل، لمعرفة ما إذا كانت القاهرة ستساهم في هذا الجهد، وبالتحديد الجهد العسكري.
وقبل ذلك بنحو 4 أشهر، قال ترامب إن بلاده ستشكل ما أسمته بـ”مناطق آمنة” في سوريا، مطالباً الدول الخليجية بدفع تكاليفها. يأتي ذلك فيما طلبت واشنطن من السعودية والإمارات وقطر المساهمة بمليارات الدولارات لتمويل المشروع الأميركي، تحت ذريعة إعادة إعمار شمال شرق سوريا.
جذبت المبادرة الأميركية لتشكيل قوة عربية انتباه مؤسس الشركة الأمنية الخاصة “بلاك ووتر”، وفق ما تؤكده مصادر، وتقول إن مسؤولين من الدول العربية بحثوا مع مؤسس الشركة أخيراً تشكيل قوة عربية تنتشر في سوريا، وأنه ينتظر الخطوات التي سيتخذها ترامب في هذا الاتجاه.
وكانت وثيقة مسربة عن موازنة وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” لعام 2019 قد كشفت أن الوزارة طلبت أسلحة وذخائر لقوة في سوريا مؤلفة من 60 إلى 65 ألف مقاتل.
الطلب الأميركي من السعودية والإمارات ومصر تجميع وتمويل قوة عسكرية عربية وإرسالها إلى سوريا سيكون تحدياً صعباً لهذه الدول، وفق ما يؤكده مراقبون للأزمة السورية، فالسعودية والإمارات متورطتان عسكريا في اليمن بشكل مزري، ومصر تبقى مترددة في إرسال قوات عسكرية إلى أراضٍ سورية غير خاضعة لسيطرة الحكومة السورية.