تنعكس مفاعيل صفقة القرن التي يسارع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتنفيذها على العلاقات بين الدول العربية والاوضاع القائمة، ففيما يعيش الاردن ازمة سياسية اقتصادية بسبب رفضه لترك وصايته على المقدسات في القدس، يبدو أن مصر ممتعضة من تسرع ابن سلمان في تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
تقرير: سناء ابراهيم
فيما تتابع السلطات السعودية مع الادارة الاميركية خطوات تطبيق صفقة القرن، يبدو أن الممارسات التي تقوم بها الرياض وأبوظبي تتسبب بإحداث أزمة بين عدة أطراف عربية بينها الاردن ومصر اللتين تمتعضان من خطوات محمد بن سلمان حيال الصفقة.
مصادر دبلوماسية عربية كشفت النقاب عن مسودة جديدة لـ”صفقة القرن”، قبل الإعلان عن الخطوط العريضة للصفقة في وقت قريب، مبينة في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “هناك أزمة حقيقية بين عدد من الأطراف العربية، بسبب المسوّدة، في وقت تتمسك الأردن بإدخال تعديلات واضحة على الخطة الأميركية تتعلق بإشراف عمّان على المقدسات في القدس المحتلة، والمدينة القديمة”.
وأضافت المصادر أن ما تسبب في أزمة أطرافها أميركا والسعودية والإمارات من جهة، والأردن والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى، هو تبنّي كل من أبوظبي والرياض، موقفاً مخالفاً للموقف الأردني، ومرحّباً في الوقت ذاته بتصورات جاريد كوشنر، ومساعد الرئيس الأميركي جيسون غرينبلات، الذي التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بشكل غير معلن، وهو ما وضع الأردن في مأزق مع الولايات المتحدة.
وتشير المصادر إلى أن ابن سلمان قدم تعهّدات لكل من كوشنر وغرينبلات، بانتزاع موافقة أردنية على المسودة، ما فتح الباب حول الحديث عن الأزمة السياسية والاقتصادية التي يتعرّض لها الأردن حاليا.
ويقضي اتفاق ابن سلمان وكوشنر بسرعة الانتهاء من إعلان صفقة القرن، بشكل يعزز من وضع صهر ترامب داخل الإدارة الأميركية من خلال إبراز قدرته على إدارة ذلك الملف، مقابل دعم أميركي كبير لابن سلمان في الحملة العسكرية على اليمن، وكذلك الإعلان في وقت قريب عن تحالف إقليمي لمواجهة إيران، وفق المصادر.
الى ذلك، تحدثت مصادر عن امتعاض مصري تجاه ابن سلمان، بسبب مواقفه المزايدة على موقف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تجاه خطة الرئيس الأميركي، حيث تحدث مدير مكتب السيسي ، والقائم بأعمال رئيس جهاز الاستخبارات العامة، اللواء عباس كامل، إلى مقربين من ابن سلمان عما وصفه بـ”الاندفاع السعودي نحو التواصل مع تل أبيب” والمبادرة بتقديم العديد من التنازلات، بشكل لا يناسب طبيعة المفاوضات الخاصة بتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية”، وفق تعبيره.