بعد 11 شهرا على اعتقاله بسبب انتقاده لمفهوم الانفتاح الذي نشره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البلاد، بدأت السلطات السعودية محاكمة الداعية سلمان العودة بشكل سري، ونقلته إلى “سجن الحائر” في جنوب العاصمة الرياض.
تقرير: سناء ابراهيم
فيما فتح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الباب على الانفتاح وتطوير المجتمع حسب زعمه برؤيته لتحرير البلاد، قيّد رجال الدين الذين غردوا بدعوات لحفظ البلاد والعباد. فكان مصير هؤلاء الدعاة الذين لطالما كانوا من داعمي السلطة لعقود، الزج خلف قضبان السجون.
بعد وفاة الداعية سلمان الدويش في زنزانته إثر تعرضه للتعذيب والاخفاء القسري، تتخوف عائلة الداعية سلمان العودة على مصيره، مع بدء محاكمته سرياً، ونقله من “سجن ذهبان” في جدة إلى “سجن الحائر” في الرياض.
يقول عبد الله العودة، نجل الداعية المعتقل سلمان العودة، في تغريدة على حسابه على “تويتر”، إن والده اتصل بالعائلة وأخبرها بنقله إلى “سجن الحائر”، وأضاف أن والده ليس لديه أية معلومات حول سبب نقله، مشيراً إلى أن موظفاً في السجن أخبره بوجود محاكمة سرية لا يعرف والده عنها أية تفاصيل.
وشكك عبد الله العودة بعدالة المحاكمة غير المسموح لأحد حضورها، ما ينفي العدالة عنها، ويوضح أن النيابة العامة أكدت عدم معرفتها باعتقال العودة ومحاكمته، وأن قضيته تتبع لإدارة جهاز أمن الدولة، وهو الجهاز التابع للملك سلمان.
لم يسلم العودة كغيره من الدعاة المعتقلين من قبضة ابن سلمان لتكميم الأفواه التي شنها في سبتمبر / أيلول 2017. ومع غياب نظام العدالة في السعودية واستخدام السلطات لقانون مكافحة الارهاب المزعوم لمحاكمة معتقلي الرأي، فإن منظمات ونشطاء حقوقيون يوجهون انتقادات متواصلة للرياض ويطالبونها بالافراج عن المعتقلين والكف عن انتهاكات المواثيق والمعايير الدولية التي تكفل احترام حقوق الانسان.