يتوقع مراقبون أن تشهد علاقات عدد من الدول مع السعودية تأزماً في حال طبقت إجراءات عملية تدعو إلى إعادة النظر في العلاقة مع الرياض.
تقرير: سهام علي
لا تزال تداعيات اختطاف وقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي تلقي بظلالها على المشهد السياسي والإعلامي بين الأطراف المعنية، وفي مقدمتها السعودية التركية.
فقد دعا زعيم حزب “الشعب الجمهوري” التركي المعارض كمال كيلتشدار أوغلو، إلى إعادة النظر في علاقات تركيا مع السعودية، مشدداً على ضرورة معرفة مصير خاشقجي من المملكة نفسها، وترحيل أي دبلوماسي يثبت تورطه في اختفائه.
يأتي موقف كيلتشدار أوغلو بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه يتابع بنفسه تداعيات الاختفاء، وأن سلطات بلاده تراقب بنفسها تسجيلات الكاميرات، وحركة الدخول والخروج من المطارات، مؤكداً أن نتائج التحقيقات ستعلن إلى العالم مهما كانت.
امتدت الدعوات الدولية إلى اتخاذ موقف من المملكة نحو الاتحاد الاوروبي. ووسط تضارب الأنباء والروايات حول ملابسات ما حدث بالفعل ومصير الإعلامي السعودي، دعت لجنة حقوق الإنسان التابعة للبرلمان الأوروبي كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمراجعة علاقاتها مع السعودية حال تأكدت الأنباء عن اغتيال خاشقجي، وشددت اللجنة على أن تأكيد اغتيال خاشقجي سيزيد من قلق البرلمان الأوروبي من الوضع في مجال حقوق الإنسان في السعودية.
وحول تداعيات الحادث على العلاقات الأوروبية الأميركية السعودية، قال مراقبون إن اغتيال خاشقجي يخاطر بمزيد من التراجع للعلاقة بينهم، مشيرين إلى أنه ما لم يعمل طرف ثالث على تهدئة القضايا وراء الكواليس، فمن المرجح أن تقوم أميركا وبريطانيا بتخفيض علاقاتهما المتدهورة مع السعودية.
بدورها، رأت صحيفة “واشنطن بوست” أن هذه القضية تشكل آخر تحد في وجه العلاقات بين واشنطن والرياض اللتين تسعيان إلى الحفاظ على علاقات وثيقة. وترى الصحيفة أن تأكد مقتله أو اختفائه على أيدي سلطات بلاده قد يتسبب في ضغوط جديدة من الكونغرس للدعوة إلى إعادة النظر في العلاقات مع الرياض.