السعودية/ نبأ- كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن المملكة العربية السعودية تداركت مؤخرا حقيقة انفجار الوضع في سوريا والعراق، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لحمل المسلمين السنة على مواجهة إرهاب داعش.
ولفتت الصحيفة إلى وجود خلافات طفت إلى السطح العام الماضي، بين الوزراء السعوديين للوصول إلى السلطة، مشيرة إلى أن هناك تخوفات بين الأمريكيين والسعوديين من سقوط المملكة في فوضى وصراعات داخلية.
وذكرت أن المخاطرة التي تقدم عليها الولايات المتحدة في هذا التحول السعودي، لا يمكن التنبؤ بنتائجها، مشيرة إلى أن وصول الملك عبد الله إلى سن 90 عامًا يحد من قدرته على مواجهة الوضع الحالي.
وقالت الصحيفة إن ما يحدث داخل قصور العائلة الحاكمة في السعودية لا يمكن فهمه، مشيرة إلى أن كبار الأمراء يتحركون ببطء ويمنعون أنفسهم من نصائح الأجانب وهو ما يجعل الأمر رهن التكهنات.
وأضافت أن هناك أشياء مختلف عليها داخل العائلة الحاكمة، وأن أبناء الملك ”عبد العزيز” مؤسس المملكة وأحفاده لديهم القدرة على لم شمل العائلة الحاكمة لحفظ ملكهم، مشيرة إلى أن خبراء أمريكيين وعرب قالوا إن المملكة العربية تواجه 3 مخاطر هي: ”تنامى إيران وحلفاؤها من الشيعة المسلمين، وداعش، ومصداقية الولايات المتحدة الأمريكية التي تمثل طوق الحماية للمملكة”، مشيرة إلى أن العديد من السعوديين يرون أنها قوى عظمى تتراجع إلى الوراء.
وأكدت الصحيفة أن الوضع في المملكة يبدوا أكثر استقرارا من نظيره قبل 10 سنوات، إلا أن المتشددين الشيعة يشاركون معارضي الأسرة الحاكمة في رغبتهم المستميتة في إنهاء حكم ”آل سعود”، لافتة إلى أن عزل الأمير بندر بن سلطان من منصبه كرئيس للاستخبارات في أبريل الماضي، ثم إعادة توليته منصب الرئيس الشرفي لمجلس الأمن القومي يكشف عن حقيقة عدم الاستقرار الذي يواجه العائلة الحاكمة.
وأوضحت أن الأمير بندر بن سلطان يظهر في عيون الأمريكيين على أنه غير جدير بالثقة، مشيرة إلى أنهم يرون أنه ساهم بطريقة غير مباشرة في دعم القاعدة في سوريا، أثناء وجوده على رأس الاستخبارات السعودية، ولفتت إلى أن المملكة العربية تخشى من تكرار تجربة ثمانينات القرن الماضي عندما عملت مع الاستخبارات الأمريكية على تدريب الأفغان والعرب لمواجهة الاتحاد السوفيتي التي خلفت القاعدة وطالبان.
وأكدت أن نتيجة تغيير ”بن سلطان” كانت مكسب لاستقرار السعوديين حيث أن خالد بن بندر بن عبد العزيز الذى خلفه عمل بطريقة جيدة مع وزير الداخلية محمد بن نايف الذي ينال ثقة الولايات المتحدة الأمريكية، وذكرت الصحيفة أن كل من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ووزير الداخلية ورئيس الاستخبارات، سافروا إلى قطر هذا الأسبوع لمواجهة منافسهم الإقليمي الذي يسبب الكثير من المشكلات لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة.
ونوهت إلى أن تولية ولي عهد المملكة الأمير سلمان 78 عامًا لوزارة الدفاع على الرغم من أنه يواجه مشكلات صحية يؤكد التكهنات بشأن مجيئ الأمير مقرن وليا للعهد في مارس الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية تبرعت مؤخرا بـ 100 مليون دولار لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بينما صرح المفتي السعودي بأن داعش والقاعدة هم العدو الأول للإسلام، مشيرة إلى أن تغير موقفها يشير إلى حدوث تغير في نظرتها للأمور.