الدعاة الثلاثة (من يمن الصورة إلى يسارها) سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، معتقلون في السعودية

“إيكونومست”: 80 عالماً وداعية مسلماً، من الغرب، يطالبون السعودية بوقف أحكام إعدام ثلاثة دعاة

الولايات المتحدة / نبأ – قالت مجلة “إيكونومست” إن نحو 80 عالماً وداعية مسلماً من دول غربية وقعوا على عريضة تطالب السلطات السعودية بعدم تطبيق حكم الإعدام بحق كل من سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، مشيرة إلى أن الموقعين “ينتمون إلى تيارات إسلامية متنوعة”.

ونشر موقع المجلة الإلكتروني تقريراً موسعاً، يوم الأحد 2 يونيو / حزيران 2019، جاء فيه أن “80 ًعالما وداعية على الأقل، ومعظمهم من الناطقين باللغة الإنجليزية، وقعوا على العريضة الموجهة للسلطات السعودية، بمبادرة من الداعية الباكستاني الأصل فراز رباني (45 عاما)، الذي تعلم في الأردن وسوريا قبل أن يهاجر إلى كندا”.

وبحسب المجلة، فإن “قائمة الموقعين على العريضة لم تبدأ بأعضاء جماعة الإخوان المسلمين أو مؤيديها، بل بعلماء تقليديين يحظون باحترام في الغرب لأنهم ينددون بالإرهاب، وتقول إنهم لا يتدخلون في سياسة السعودية بالعادة، مما يجعل توقيعهم هذا سلوكاً نادراً”.

وتساءل التقرير عن “الشجاعة التي تمتع بها الموقعون لتحدي السعودية”، مشيراً إلى أن “كل المساجد والمعاهد الإسلامية في الغرب تسعى إلى الحصول على التمويل السعودي، مما يدفعها غالباً إلى تجنب أي نقد لسياستها”.

ووفقاً للتقرير، فـ “لولا وجود هؤلاء العلماء الموقعين في الغرب لما تمتعوا بحرية انتقاد السعودية، حيث تضم قائمة الموقعين عدداً كبيراً من العلماء الذين يميلون لفكر “الإخوان المسلمين”، وعلماء تقليديين لا يهتمون بالسياسة في العادة، ومجموعة من السلفيين بمن فيهم المرتبطون بالسعودية، وبينهم أيضا جهاديون، إضافة إلى بعض المتعاطفين الليبراليين وغير المسلمين وعالم شيعي واحد”.

وتنقل “إيكونومست” عن عبد الله العودة، نجل سلمان العودة، وهو باحث في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، قوله إن “سلطات السعودية تريد إخبار الغرب أنها وحدها التي تتمتع بالشرعية للتحدث عن الإسلام، ولذلك نظمت مؤخراً مؤتمراً بعنوان “الإسلام المعتدل”. لذا فإن العريضة ستحرج هذه السلطات”.

كما تنقل المجلة عن البروفيسور الأميركي في جامعة “جورج تاون” جوناثان براون، وهو من الموقعين على العريضة وسبق أن اعتنق الإسلام، قوله إنه يأمل بأن “تفضح العريضة الآثار السلبية للسياسة السعودية الحالية، فلطالما كانت وجهات نظر العودة والقرني المستقلة تخدم السلطة وتقدمها في صورة المتسامح، أما حكم الإعدام فسيكون له أثر عكسي”.

وكان موقع “ميدل إيست آي” الإلكتروني البريطاني قد كشف خلال مايو / أيار 2019، عن أن السعودية تتجه إلى إعدام العودة والقرني والعمري بعد انقضاء شهر رمضان، وذلك نقلاً عن مصدرين حكوميين وواحد من أقارب هؤلاء الدعاة.

وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت الثلاثة ضمن حملة على العلماء والدعاة وقادة الرأي في سبتمبر / أيلول 2017، وشرعت في محاكمتهم في جلسات سرية، حيث طالبت النيابة العامة بقتل الدعاة الثلاثة “تعزيراً” على خلفية تهم تتعلق بالإرهاب، وفق ما أورد موقع “الجزيرة” الإلكتروني.