بريطانيا / نبأ – كشف موقع “ميدل إيست آي” الإخباري البريطاني عن أن المدير التنفيذي لشركة “تويتر”، جاك دورسي، التقى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بعد ستة أشهر من علم عملاق شبكات التواصل الاجتماعي بأن جاسوساً يعمل لمصلحة السعودية اخترق بيانات الشركة.
وقال الموقع، في تقرير للصحافية الأميركية من أصل سوري دانيا العقاد، إن ابن سلمان ظل يشن حملة قمع “شعواء”، أغلبها عبر الإنترنت، ضد المدافعين عن حقوق الإنسان ومعارضيه منذ أن أصبح الحاكم الفعلي في بلاده عام 2017”.
ونقلت العقاد عن محامين لأحد المعارضين السعوديين الذين استهدفتهم حملة القمع قوله إن “لقاء دورسي بمحمد بن سلمان يثير تساؤلات عما عرفه الرئيس التنفيذي لـ “تويتر” من معلومات عن حادثة التجسس وتاريخ معرفته بذلك”.
وأشارت الصحافية الأميركية إلى أن “تويتر”، وهي إحدى أشهر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، “تلقت استثمارات ضخمة من السعودية في السنوات الأخيرة”.
ووفقاً لشكوى أُودعت في إحدى المحاكم الجزائية الأميركية في ولاية كاليفورنيا خلال تشرين أول / أكتوبر 2019، فإن “تويتر” اكتشفت في ديسمبر/كانون أول 2015 أن أحد مهندسيها، وهو مواطن سعودي يدعى علي آل زبارة/ تمكن من الحصول على المعلومات الشخصية لمستخدمي “تويتر”، وفق ما نقل موقع “الجزيرة” على الإنترنت.
وبعد أسبوع من ذلك، حذرت الشركة العشرات من مستخدميها من أن حساباتهم ضمن مجموعة صغيرة من حسابات “ربما تكون قد استهدفت من جهات ترعاها دولة أجنبية”.
وكانت تقارير صحافية قد ذكرت يوم الخميس 7 تشرين ثاني / نوفمبر 2019 أن وزارة العدل الأميركية اتهمت أحمد أبو عمو وعلي آل زبارة، الموظفين السابقين في “تويتر”، بالتجسس لمصلحة السعودية على حسابات منتقدين لسياساتها.
ووفق “ميدل إيست أي”، فإن “توجيه التهم جاء بعد يوم من اعتقال المواطن الأميركي أحمد أبو عمو الموظف السابق في “تويتر”، وهو المتهم الأول، أما المتهم الثاني فهو مواطن سعودي يدعى علي آل زبارة، وقد اتهم بالوصول إلى المعلومات الشخصية لأكثر من 6000 حساب على “تويتر” عام 2015″.
وأشار “ميدل إيست آي” إلى أن دورسي اجتمع في يونيو/حزيران 2016 بمحمد بن سلمان عندما كان ولي لولي العهد، وبحثا “سبل التعاون المشترك في تدريب وتأهيل كوادر سعودية”، وتجاذبا أطراف الحديث بشأن “الاستثمار في المجال التكنولوجي”.
وكشف عن أن “اللقاء الذي عقد في مدينة نيويورك جرى توثيقه بصور بثها على مواقع التواصل الاجتماعي بدر العساكر مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي للشؤون الخاصة والذي يُعتقد أنه المسؤول السعودي الذي ورد اسمه في السجلات القضائية بشأن أنه من أشرف على عملية جمع المعلومات من داخل مقر “تويتر”.
وتبين لاحقاً، وفقاً للمعلومات الواردة في شكوى ثانية رفعتها الحكومة الأميركية الأسبوع الحالي، أن من استُهدفوا بعملية التجسس لم يكونوا مجموعة صغيرة من المستخدمين، وأن آل زبارة لم يكن وحده الذي تمكن من الوصول إلى بياناتهم.
ومن بين الحسابات التي تم استهدافها حساب المعارض السعودي عمر عبد العزيزن المقيم في كندا، والذي كان مقرباً من الكاتب الصحافي السعودي القتيل جمال خاشقجي.
ونقل الموقع البريطاني عن المحامي مارك كليمان القول إنه هو وزميله بن غراغوزلي، وكلاهما يمثلان الناشط السعودي المقيم في كندا، علما أن “شخصا ما من إحدى وكالات الاستخبارات الأميركية” أبلغ “تويتر” عن آل زبارة قبل أن تحيله الشركة إلى إجازة إدارية أوائل ديسمبر/كانون أول 2015.
وأضاف كليمان “من الصعب ألا يكون دورسي على علم بذلك بعد 6 أشهر”.
بدوره، قال مارك أوين جونز، المحلل في شؤون منصات التواصل الاجتماعي والأستاذ المساعد في “جامعة حمد بن خليفة في قطر”، إنه “من غير المحتمل” ألا يكون دورسي على دراية بتحذيرات الاستخبارات الأميركية بأن جهات فاعلة ترعاها دولة أجنبية اخترقت حسابات “تويتر”.