السعودية / المرصد – قال تحقيق أن النساء السعوديات يفضلن الزواج من الأجانب، طلباً للاستقرار والأمان في الحياة الزوجية، حيث قالت كثيرات إنهن يتزوجن الأجانب “لضمان عدم انتهاء زواجهن بالطلاق أو التعدد”، يضاف إلى ذلك أنهن يتمتعن بمزيد من الحرية الاجتماعية والثقافية إذا حلّقن خارج السرب، بحسب تحقيق نشرته صحيفة “عرب نيوز”.
وقال هادى مكي (ممرض) نقلا عن صحيفة المرصد: “إن عدداً لا يحصى ولا يعد من الشابات السعوديات، يخشين الزواج من شباب ينتمون إلى أسر سعودية، بسبب الزيادة المضطردة في معدلات الطلاق والقيود الاجتماعية”، وقال إن الكثيرات يرغبن في السفر وفي حياة اكثر انفتاحاً، وهي ميزات لن يجدهن من خلال مجتمعهن.
وقالت سعاد علي (متزوجة من مقيم عربي)، إن الزواج من غير السعوديين منتشر في مدن مثل مكة والمدينة والطائف، وعزت ذلك إلى التفاعل الثقافي الناتج من الحج والعمرة.
وأضافت على النقيض، إن النساء في الرياض وبعض المناطق الجنوبية اللائي لديهن ارتباط قبلي وثيق وعميق هن اقلّ عرضة من الزواج خارج ثقافتهن.
وذكر المستشار القانوني عبد العزيز دعشان، إن الرجال الكويتيين يعتلون قائمة الخليجيين، الذين يقترنون بسعوديات، بحسب دراسة أحصائية أُجريت في 2012.
كما أوضحت الدراسة أن اليمانيين لهم نصيب الأسد من غير الخليجيين في زواج السعوديات، وبيّنت أيضاً أن 118 امرأة سعودية متزوجة من باكستانيين، رغم الموانع الاجتماعية للزواج من غير عرب.
ورغم ذلك، حذر دعشان من مخاطر وتبعات زواج التباين الثقافي، وقال: “قد يكون الزواج من غير سعودي حلم أصبح حقيقة بالنسبة للنساء السعوديات، لكن يجب ان يأخذن في الحسبان أن هذا الزواج تحفه الكثير من الشكوك والمتاعب الاقتصادية، بخلاف ذكر المصاعب التي سيجابهها الأطفال مع نظام الأمن الاجتماعي”، كما حذرهن أيضاً من وقوعهن فريسة للرجال الذين يجرون وراء المال.
وأسِفت نورا (سعودية متزوجة من عربي) لزواجها من خارج ثقافتها، وقالت أنها خضعت و”أنها كانت تتمنى إذا استمعت إلى نصيحة أقاربها”. خيرية علي (سعودية)، قالت: “قد وجدت نفسها وأطفالها في أزمة مالية، بعد أن رمى زوجها في السجن، إثر خلاف مع كفيله”.
من جانبه، قال عضو مجلس الشورى صدقة فاضل: “توجد 700 ألف امرأة سعودية متزوجات من أجانب، يمثلن 10% من إجمالي عدد الإناث السعوديات”. وقال إن المجلس يدرس حالياً اقتراحاً لمنح الجنسية السعودية إلى الأجانب المتزوجين من سعوديات، لإضفاء الأمان على الزواج، ولجعل حياتهم اليومية أسهل.
ومع ذلك، لا يزال الكثيرون يحذرون النساء، من إعطاء المقيمين مدخلاً سهلاً للمكاسب المادية والاجتماعية.
عبدالله عسيري (استشاري أمراض نفسية في مستشفى عسير للصحة العقلية)، يساند وجهة النظر أن النساء السعوديات يبحثن عن المزيد من الاستقرار والأمان، ببحثهن عن شركاء غير سعوديين، وقال: “لاشك أن الأمان حاجة أساسية للزواج. ومع أهمية الأمان، إلا أن النساء قد يجدن أنفسهن يعانين من نقائص مثل الدونية المادية والاجتماعية”.