السعودية / دالاس نيوز – بالإضافة إلى حرب الولايات المتحدة وشركائها في التحالف ضد “الدولة الإسلامية”، هناك صراع آخر يختمر في الشرق الأوسط، وهو معركة النفط بين المملكة العربية السعودية وتكساس.
لقد دفعت الطفرة الأمريكية في مجال التكسير بالمملكة العربية السعودية، وهي المنتج الرئيس في العالم للنفط، إلى خيار صعب جدًا، وهو إما أن تفقد حصتها في السوق لصالح تكساس التي يتزايد إنتاجها من النفط، أو أن تغزو الأسواق بالنفط الرخيص، وبالتالي تعرض جيوب المستثمرين في وول ستريت إلى الخطر، حيث إنهم يحتاجون إلى ارتفاع أسعار النفط من آجل استرداد أموالهم.
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، تسبب السعوديون بالصدمة والرعب في سوق الأسهم في الولايات المتحدة، ومحو مئات المليارات من الدولارات في قيمة الأسهم من القيمة السوقية للأوراق المالية المتداولة في الولايات المتحدة.
ولماذا يفعلون ذلك؟ بسبب التكسير
الثورة التكنولوجية الأكثر أهمية في العالم خلال السنوات الـ 20 الماضية كانت ثورة التكسير الهيدروليكي لإنتاج النفط والغاز. وقد فتحت ثورة التكسير الباب لإنتاج كميات ضخمة من النفط والغاز بكفاءة كبيرة من الناحية الاقتصادية في شمال أمريكا، وتحديدًا في ولاية تكساس، التي كانت المكان الذي انطلق منه هذا الابتكار التكنولوجي.
ويساعد التكسير الاقتصاد الأمريكي والسائقين الأمريكيين. حيث إن سعر البنزين هو عند أو أقل من 3 دولارات للجالون للمرة الأولى منذ سنوات. ولأن الطاقة هي العنصر الأكثر أهمية في النمو الاقتصادي بعد الناس ورأس المال، كان التكسير أمرًا عظيمًا بالنسبة للاقتصاد الأمريكي.
وانخفاض أسعار النفط هو أمر سيئ جدًا بالنسبة للاقتصادات المنتجة الرئيسة، مثل السعودية، وروسيا، وفنزويلا. لكن المملكة العربية السعودية هي الوحيدة التي لديها القدرة على تحمل هذا الأمر؛ لأن لديها النفط والنقد الكافي للعب بقسوة. وقد لعبت المملكة بقسوة من قبل.
استخراج النفط يُكلف السعوديين 20 دولارًا للبرميل أو ما هو أقل من ذلك. وبما أن السعر العالمي قد تأرجح حوالي الـ 100 دولار للبرميل خلال العقد الماضي، فقد كان السعوديون قادرين على الحصول على مئات المليارات من الدولارات. إنهم يسحبون النفط بسعر رخيص ومن ثم يبيعونه لجني الأرباح الطائلة. وقد تم بناء مجتمعهم بأسره حول هذه الفجوة السعرية.
وبالتالي، يعتبر الابتكار التكنولوجي الذي يزيد من حجم الإنتاج ويخفض السعر في السوق مشكلة كبيرة بالنسبة للسعودية. التكسير هو تهديد وجودي بالنسبة للنموذج الاقتصادي السعودي.
وفي حين أن بعض الدول قد تستجيب لمثل هذه التهديدات الوجودية من خلال إعلان الحرب، يقوم السعوديون، وهم حلفاء أمريكا منذ فترة طويلة، بفعل شيء أكثر ذكاء. سلاحهم هنا هو تقويض القدرة النقدية في وول ستريت التي تتيح إنتاج النفط والغاز المحلي. حيث إن هذه الطفرة في التكسير ممولة من وول ستريت، وليس من شركات النفط الخاصة كما جرت العادة.
وتطالب روسيا، وفنزويلا، وغيرهما، برفع الأسعار. وفي حين أنه يمكنها تخفيض الإنتاج لزيادة الأسعار وهوامش الربح، يبدو أن السعودية مصرة على أن انخفاض الأسعار للتسبب في إفلاس المنافسين في الولايات المتحدة تحديدًا. القيام بذلك قد يشجع المستثمرين في وول ستريت على وضع المزيد من الأموال في إنتاج النفط الصخري الأمريكي. وهذا يعني أنه سيكون هناك أموال أقل متاحة لدفع ثمن الحفر.
وتعد هذه المناورة السعودية مكلفة وغاية في الذكاء في الوقت نفسه. حيث إن المملكة لديها احتياطيات ضخمة من النقد والنفط على حد سواء، بحيث يمكنها شن هذا التكتيك بشكل حاسم في وول ستريت، التي تعد ساحة المعركة الجديدة. هذه المعركة هي معركة من أجل حصة السوق، واستقرار الأسعار، ولمنع تكساس من التفكير مرة أخرى بالتعدي على التجارة الرئيسة للمملكة العربية السعودية.