البحرين / نبأ – كتبت الـ"الهافنغتون بوست" الثلاثاء 18 نوفمبر تقريراً ذكرت فيه سبعة أمور مرتقبة في إنتخابات البحرين، وذكرت أنّ يوم غد السبت ستجري "الانتخابات البرلمانية الأولى منذ انطلاق التظاهرات الحاشدة المُطالبة بالديمقراطية عام 2011 في البحرين، حليفة الولايات المتّحدة الأمريكية".
وقالت الصحيفة أنّ "أربع سنوات من الاضطراب السياسي زعزعت مملكة البحرين منذ قمع الحكومة العنيف لهذه الاحتجاجات. وسيتم انتخاب المرشحين عن 40 مقعدًا في مجلس النواب، بينما يعيّن الملك 40 مقعدًا في مجلس الشورى".
"وفيما وعد النّظام بإجراء انتخاباتٍ "حرّة ونزيهة"، تقول الصحيفة: "لا بدّ من التّنبّه جدًّا لهذه الأمور السبعة، بعد ظهور نتائج الانتخابات":
1- نسبة الإقبال على التّصويت
في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي أجريت عام 2010، ادّعت الحكومة البحرينية أنّ نسبة الإقبال على التّصويت فاقت الـ67 %. وقد قرّرت جمعيّات المعارضة الأساسية في البلاد مقاطعة الانتخابات نهار السبت، مشيرةً إلى غياب الإصلاح السياسي العام واتّباع نظام انتخابي غير عادل. فإن أدّت هذه المقاطعة إلى تراجع كبير في الإقبال على التّصويت في هذه الانتخابات، سيضر ذلك أكثر بمصداقية الأسرة الحاكمة في ادّعائها بتحقيق الإصلاح.
2- ارتفاع عدد الاعتقالات
تشهد هذه الأيّام ارتفاع نسبة الاعتقالات مع اقتراب موعد الانتخابات، بما في ذلك اعتقال الناشطة ابتسام الصائغ وعشرات الأخريات اللّواتي تمّ استهدافهنّ بسبب ارتباطهنّ بحملة استفتاء عام غير رسمية. ومع احتدام الانتقادات الموجّهة ضد الأسرة الحاكمة، سيسبّب يوم الانتخابات على الأرجح المزيد من الاعتقالات، فرد القوّات الأمنية على النقد لن يكون إلا عن طريق زج النّاشطين في السّجون.
3- التّهجم على مواقع التواصل الاجتماعي
غذّى فشل البحرين في التّوجّه نحو نظامٍ سياسي شامل أكثر نار التّوتر المذهبي، الذي يتمثّل في الإهانات المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيّما على موقع تويتر.ومن المتوقّع أن يتفاقم هذا التّبادل للإهانات مع اقتراب موعد الانتخابات.
4- ردّ الحكومة الأمريكية
إنّ انخفاض الإقبال على التصويت الذي يؤدّي إلى برلمانٍ فاقد للتّمثيل سيتسبّب بتفاقم حالة عدم الاستقرار في البحرين، ممّا يزيد، بدوره، من الخطر على أصول الولايات المتّحدة الأمريكية. فالبحرين تشكّل جزءا من الائتلاف ضد داعش وتستضيف مقر الأسطول البحري الأمريكي الخامس. ولكنّ العلاقات العسكرية المتينة يتصدّى لها الوضع السياسي المتقلّب ممّا يهدّد المصالح الأمريكية. فلا بد أن تكون هذه الانتخابات حافزًا آخرًا للولايات المتّحدة للضغط على الحكومة من أجل إتمام اتّفاق سياسي دائم وتشكيل حكومة شاملة.
5- لا تغيّر في رأس النّظام
وإنّ الأمر الوحيد الذي يمكن تأكيده هو أنّ مركز السلطة في البحرين لن يغيّر رأس النّظام البحريني الذي لن يتأثّر بنتائج الانتخابات يوم السبت. فسيبقى عم الملك رئيس الحكومة غير المنتخب، وهو منصب لا يزال يشغله منذ 40 عامًأ، وستظلّ الأسرة الحاكمة تسيطر على الحكومة وتتحكّم بها.
6- أفق جديد؟
قد يرى الأفراد شديدي التّفاؤل أنّ الانتخابات فرصة جديدة لإتمام صفقة سياسية. يسجّل يوم السبت مرور ما يقارب ثلاث سنوات منذ أن أطلق الملك وعود بتطبيق إطار للإصلاح الذي وصّت به اللّجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وبإجراء تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، والفساد والاضطراب في بداية العام 2011. وإنّ فشله في تنفيذ هذا الوعد أدّى إلى تفاقم الأزمة السياسية واستمرار القمع الممارس ضد المجتمع المدني. ولعلّ الفشل في تحقيق تمثيل حقيقي من خلال الانتخابات دفعة أخيرة لداعمي البحرين على المستوى الدولي لخروجهم من موقع "المرتقب" واعتماد موقف أكثر حيوية يدعو إلى تغييرٍ حقيقي لا ظاهري.
7- ادّعاء الجميع بتحقيق الفوز
من المتوقّع أن تدّعي كلّ من الحكومة والمعارضة أنّها حقّقت فوزًا في الانتخابات. ستكون الحكومة راضية بإنشاء برلمان جديد داعم لأجندة الأسرة الحاكمة، بينما ستعتبر المعارضة أنّها حقّقت نصرًا بما أنّ المشاركة القليلة في بعض المناطق سيهدم مصداقية الحكومة. ولكنّ الفائزين الحقيقيّين هم على الأرجح المتطرّفون المتّسمون بالعنف الذين بإمكانهم استغلال عدم الرضا من هذا النموذج من الديمقراطية.
وعند ورود نتائج انتخابات البحرين البرلمانية، الأمر الوحيد الذي سيكون مؤكّدًا هو أنّ: هذه الانتخابات لن تعالج عدم الاستقرار والاضطراب السياسي اللّذين يمزّقان هذا البلد. ولن يحدث تقدّم حقيقي إلّا عندما يتم السّماح للجمعيات المعارضة أن تكون جزءا لا يتجزّأ من العملية السياسية.
المقالة تعبر عن رأي الصحيفة / الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها / ترجمة مرآة البحرين