السعودية/ وكالات- أظهر تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي، بشأن أساليب استجواب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لمشتبه بهم عقب أحداث 11 سبتمبر/آيلول 2011، أن استخدام التعذيب في استجواب المعتقلين، لم يكن وراء نجاح القوات الأمريكية في قتل زعيم تنظيم القاعدة الراحل «أسامة بن لادن».
وعلى العكس تماما، حسب تقرير مجلس الشيوخ الصادر يوم أمس الثلاثاء، فإن المعلومات التي حصلت عليها «سي أي إيه» حول «بن لادن» أو «أحمد الكويتي» الذي يوصف بمرسال بن لادن والذي قاد إلى مخبئه، جاءت قبل استخدام الوكالة لأساليب استجواب مع المعتقلين وصفها التقرير بأنها ”وحشية“.
وتضمن برنامج الاستجواب الذي تبعته وكالة «سي أي إيه» عدد من أساليب التعذيب أبرزها، الإيهام بالغرق، والصفع، والتهديد بالكهرباء، الحرمان من النوم، والتهديدات بالاعتداءات الجنسية، والإذلال.
وقال التقرير إن «الوكالة استطاعت الحصول على معلومات قيمة ودقيقة حول أبو أحمد الكويتي، وهو مرسال بن لادن، دون استخدام أي من أساليب برنامج الاستجواب، حيث كان مصدر المعلومات أحد المعتقلين الذي لم يكن تعرض لبرنامج الاستجواب، فيما قام المعتقلين الذين تعرضوا للبرنامج بحجب وفبركة بعض المعلومات بشأن الكويتي».
ولفت التقرير إلى أن «الغالبية العظمى من المعلومات الاستخباراتية الدقيقة حول الكويتي تم جمعها أيضاً من مصادر وأساليب استخباراتية أخرى لا علاقة لها المعتقلين، تتضمن مصادر بشرية والشركاء الأجانب».
وكشف التقرير عن تحريف إفادات جرت خلال لقاءات بين لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي مع مسؤولين من الـ«سي أي إيه» ووزير الدفاع الأسبق ليون بانيتا (من يوليو/تموز 2011 حتى فبراير/شباط 2013)، وادعاء الحصول على كثير من المعلومات من المعتقلين من خلال برنامج الاستجواب.
ودلل التقرير بأن ما حدث في تلك اللقاءات، كان تحريفاً، من خلال نقل ما قاله وزير الدفاع الأسبق بانيتا في جلسة مغلقة في مايو/آيار 2011، عندما قال إن المعتقلين في مرحلة ما بعد فترة الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2011 أوضحوا أنه كان هناك أفراد يقدمون الدعم المباشر لابن لادن، وأحد هؤلاء الذين جرى تحديدهم كان أبو أحمد الكويتي عام 2002.
وعقب التقرير على حديث بانيتا بقوله «هذا غير صحيح ولم يكن هناك أحد في السجن عام 2001 قدم هذه المعلومات».
وقتل «أسامة بن لادن» زعيم تنظيم القاعدة السابق، المتهم بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، في مايو/آيار 2011 في باكستان في عملية اقتحام لمخبأه والتي أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي.
وأوضح تقرير مجلس الشيوخ بشأن استجواب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لمشتبه بهم عقب أحداث 11 سبتمبر/آيلول 2011 أن الوكالة قدمت، بعد إفادة وزير الدفاع الأسبق «بانيتا» بيوم واحد، رسم بياني يوضح عدد المعتقلين في محبسها ممن قدموا معلومات ومتى، حيث أوضح الرسم البياني بأنه نحو 12 معتقل قدموا أفضل المعلومات دون أن يذكر أن نحو 5 من هؤلاء المعتقلين قدموا معلوماتهم قبل أن يكونوا في محبس الـ«سي أي إيه».
في المقابل، قال التقرير إن «بعض أهم المعلومات المتعلقة بمكان أسامة بن لادن حصلت عليها وكالة الـ«سي أي إيه»، من «حسن غول» (قيادي بارز في تنظيم القاعدة)، قبل أن يتعرض لأساليب برنامج الاستجواب الذي ابتعته الوكالة»، مكذباً ما قالته «سي أي إيه» لوزارة العدل عام 2005 بأن المعلومات الأساسية التي قدمها غول جاءت بعد استخدام برنامج الاستجواب والذي تتبع فيه أساليب للتعذيب.
ووفق ما نقله التقرير فإن اعتقال «غول» للمرة الأولى يرجع إلى عام 2004 بموقع الاحتجاز «كوبالت»، حيث كان يغني مثل الطيور (دليل على حالته النفسية الهادئة)، بحسب مسؤول في «سي أي إيه» مطلع على الاستجوابات الأولية هناك.
كما كان «غول» منفتحا على الفور، ومتعاوناً منذ البداية، وأعطى معلومات جرى تضمينها في 21 تقرير استخباراتي في يومين.
ووثق تقرير مجلس الشيوخ التحول الذى جرى بعد ذلك مع «غول»، عندما أخذ إلى موقع احتجاز الاستخبارات المركزية، وتعرض للحرمان من النوم لمدة 59 ساعة وشكا من هلاوس وألم كبير.
ووفق ما أورده التقرير فإن الرد على غول كان : «ذلك (ما يتعرض له) طبيعيا، وأنه سينتهي عندما يتم التأكد من أنه يقول الحقيقية (حول بن لادن)».