القاهرة/ نبأ (خاص)- رغم الحفاوة التي حظي بها إعلان الديوان الملكي بشأن الخلاف القطري المصري، إلا أن ثمّة مؤشرات عديدة إلى أن المصالحة بين قطر ومصر ما تزال في بدايات قابلة لتحوير نهاياتها، تدني مستوى التمثيل القطري في لقاء القاهرة نموذج واضح من التكتيكات المعتمدة في معالجة الأزمة، لم يوفد أمير قطر أحد أشقائه أو نائبه إلى العاصمة المصرية، إمتناع يطرح الكثير من علامات الإستفهام حول نوايا إمارة الغاز واستراتيجيتها.
علامات استفهام متعددة رسمها الإعلام المصري حول خطاب قناة الجزيرة في المرحلة المقبلة، بالنسبة للفضائيات المصرية ما يزال هذا الخطاب عقبة رئيسة في طريق المصالحة، من هنا، استحضرت موضوعة الإعلام القطري وتهجمه الدائم على نظام السيسي ومساندته للإخوان بالتوزاي مع لقاء السبت.
في الوقت نفسه، كانت الجزيرة تفرد مساحة متواضعة لاجتماع القاهرة، مفارقة ضاعفت التكهنات حول ما ستؤول إليه سياسة القناة التي ما زالت حتى اللحظة رافضة للإنقلاب في مصر ومجاهرة بعدائها له. ثبات السياسة الإعلامية القطرية لم تصاحبه تغيرات حقيقية في الإستراتيجيات، تقارير وتحقيقات ومواقف أكثر من أن تحصى تؤكد أن الدوحة ما زالت على دعمها خصوصا المالي للمعسكر الإخواني، دعم تواصل السلطات القطرية إغداقه في وقت تجدد فيه مطالبتها النظام المصري بتأدية وديعة لها لا تقل قيمتها عن ستة مليارات دولار تقريبا.
في خلاصة المعطيات، يبدو الموقف القطري معقدا حقا، على الرغم من الإحتفاء السعودي الكبير بعودة المياه إلى مجاريها ونجاح جهود الملك عبد الله في رأب الصدع تبقى المصالحة معلقة بخواتيمها، خواتيم ربما يفلح اللقاء المرتقب بين السيسي والشيخ تميم في تجليتها وتخليصها من الشكوك الحافة بها.