السعودية/ نبأ (خاص)- لمحة عن بلدة العوامية واسباب حنق السلطات عليه العوامية، بلدةٌ ارتبط اسمها بالمداهمات التي تقوم بها قوات الأمن بشكل دائم في منطقة القطيف، بحجة البحث عن مطلوبين أمنيين. وتخلّف هذه المداهمات وراءها دائماً شهداء وجرحى ودماراً كبيراً.
العوامية، هي بلدة تابعة لمنطقة القطيف شرقي السعودية، واشتهرت منذ القدم بالزراعة والتجارة وصيد السمك، وحديثاً شكلت إحدى أبرز المناطق التي شاركت في الحراك الشعبي الذي تفجّر عام الفين واحد عشر، كما أنها بلدة الشيخ نمر النمر الذي يُعدّ رمزاً للحراك، وأضحى يُمثّل ثقلاً كبيراً في الداخل والخارج بعد الحكم عليه بالإعدام في منتصف أكتوبر الماضي..
وفي بدايات إنطلاق الحراك الشعبي في المنطقة الشرقية، شهدت العوامية العديد من المظاهرات، ما جعلها عُرضةً لغضب السلطات، والتي انتهزت كل الفرص للقضاء على هذا الحراك.
وقد تعرضت البلدة لعشرات المداهمات خلال السنوات الماضية، ولن تكون آخرها المداهمة التي وقعت يوم السبت وأدت الى استشهاد ما لا يقلّ عن خمسة مواطنين بينهم طفل وعشرات الجرحى بحسب ما ذكر نشطاء محليون.
ولم ينته يوم السبت الدامي حتى خرجت وزارة الداخلية لتعلن مقتل أربعة إرهابيين، زعمت أنهم مسؤولون عن إطلاق النار الذي استهدف احد رجال الامن الاسبوع الماضي في المنطقة وادى الى مقتله.
جريمة العوامية أثارت إستنكارا واسعاً، وقد دان تيار العمل الإسلامي الجريمة التي وضعها ضمن سلسلة الجرائم والعقاب الجماعي التي يقوم بها النظام ضد المواطنين الشيعية داخل المملكة وكذلك في البحرين وغيرها من خلال دعم ما وصفها التيار بقوى الشر والتطرف التكفيري.
وبالعودة الى التفاعل مع المداهمات المتكررة في العوامية فقد ظهر هاشتاغان على موقع تويتر حول الموضوع، وهما العوامية تحت التطهير من الارهاب الذي أنشاه موالو النظام، والعوامية تحت الحصار. وتحت الهاشتاغ الاول انتشرت التغريدات الطائفية التي وصفت أهالي العوامية بالروافض الصفويين والمجوس، في حين ظهرت تغريدات تدعو الى الاعتقالات بالجملة، والى مسح البلدة على الخارطة، وهو ما يؤكد ما ذكره ناشطون بأن الحملة على العوامية كانت مُعدَّة سلفاً ومن خلال الدعم الطائفي!
في سياق التعليقات على الجريمة اشار الباحث السياسي فؤاد ابراهيم إلى انه لا وجود لعقلية دولة في تعامل السلطات، لافتا في هذا الإطار الى كلمة انتقام التي استخدمتها الصحف الرسمية لوصف عملية إقتحام قوات الداخلية للبلدة. واضاف إبراهيم ان السلطة وحاشيتها حولوا الوطن الى سيف وليس الى مشاعر وهوية وانتماء، مؤكدا ان المواطنة حقوق وواجبات اما الحكومة فلا تعرف من واجبات المواطن سوى الولاء، مع ان الولاء ينبغي ان يكون للوطن وليس للسلطة، بحسب فؤاد إبراهيم.