أخبار عاجلة

تقرير| تحديد النسل في المملكة .. الشورى يصوت الأثنين على مشروع ينطوي على تنظيم النسل


السعودية/ نبأ (خاص)- أعلن مجلس الشورى السعودي في بيان أصدره أمس الجمعة، ١٩ من ديسمبر، أنه سيناقش مجدداً في جلسته غداً “الوثيقة السكانية” وسيطرحها للتصويت.

وتشمل هذه الوثيقة في أحد بنودها “خفض معدل الخصوبة بين المواطنين من خلال المباعدة بين الولادات”، أي ما يعرف عالمياً بتحديد النسل.

وتأتي هذه الخطوة بعد مطالبات علنية من بعض الصحافيين المحسوبين على النظام السعودي، بضرورة تحديد النسل بين المواطنين، بسبب أن ما وصفوه بـ “الإنفجار السكاني” جعل من الصعب على الدولة تقديم الخدمات الصحية والتعليمية، فضلاً عن خلق فرص عمل لمواطنيها مستقبلاً.

ويأتي هذا في الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد السعوديين ٢٢ مليون بحسب آخر إحصاء حكومي. وبحسب أرقام رسمية انخفض معدل الخصوبة لدى المرأة السعودية، لأسباب مختلفة، وأصبحت العائلة الواحدة تتكون عادة من ٤ إلى خمسة أولاد بعدما كانت سابقاً تتكون من ١٢ إلى ١٤ ولداً.

وعلى رغم أن السعودية من أغنى دول العالم، إلا أن النظام في المملكة فشل في حل مشكلة البطالة، التي قال أعضاء في مجلس الشورى مؤخراً إنها بلغت ١٢ في المئة، إلا أن تقارير أخرى ترفعها إلى ٣٠ في المئة، مستندة على أن عدد المتقدمين على مساعدات البطالة بلغوا ثلاثة ملايين شاب وفتاة العام الماضي.

وتنقل الصحف السعودية باستمرار، قصصاً لمواطنين ماتوا بسبب رفض المستشفيات الحكومية استقبالهم، بحجة عدم وجود أسرة كافية.

واعترفت السعودية في ٢٠٠٢ بوجود الفقر بالبلاد بعد أن كانت تنكر وجود هذه الظاهرة التي يعاني منها أكثر من ثلاثين في المئة من المواطنين (بحسب أرقام مؤسسة الضمان الاجتماعي)، وأسست الحكومة صندوقاً لمكافحة الفقر، إلا أنه فشل في حل المشكلة باعتراف وسائل الإعلام المحلية، التي مُنعت العام الماضي بأمر من وزارة الإعلام من الحديث عن الفقر في البلاد (وقد تسربت صورة التعميم إلى مواقع التواصل الاجتماعي في حينه).

وكان الدكتور مرزوق بن تنباك، وهو أكاديمي معروف على مستوى واسع في السعودية، قال في لقاء تلفزيوني أمس مع قناة روتانا السعودية، إن الطبقة الوسطى في السعودية تقريباً تلاشت، وأصبح فقط هناك طبقة من “العمال” وأخرى جنت ثروات فاحشة من خلال سيطرتها على الوظائف العليا في الدولة، مشيراً إلى أن خمسين ألف شخص من هؤلاء ضخوا نحو ٧٠ مليار دولار في اكتتاب أسهم بنك محلي طُرح في السوق قبل شهرين، وأشار إلى الأرقام الرسمية التي تقول إن أكثر من سبعين في المئة من السعوديين لا يملكون سكناً ويقيموت في منازل أو شقق بالإيجار.

يذكر أن تركيا التي يبلغ عدد سكانها ٧٧ مليون، بدأت خططاً لتشجيع زيادة النسل في البلاد العام الماضي، ودعا الرئيس أردوغان المرأة التركية إلى إنجاب خمسة أطفال، وأعلنت حكومته الشهر الماضي أنها ستدفع راتباً لكل مولود جديد.